الخميس , 25 أبريل 2024

سليمان قناوى يكتب: “خليهم يتشلوا”!

= 1241

ليس هناك خطأ فى العنوان ، والثلاث نقاط فوق حرف السين فى مكانها تماما، فقد اصابنا الشلل بالفعل بعد 4 سنوات راح فيها دم الشهداء هدرا، ليخرج مبارك من جرائم قتل الثوار وتصدير الغاز لاسرائيل كالشعرة من العجين، وبدلا من كلمته الأثيرة”خليهم يتسلوا” كان هو وحده الذى يتسلى.

فقد قضى السنوات الاربع الماضية ما بين فيلات شرم الشيخ الحرام، والجناح الفاخر فى المركز الدولى، ومنه الى جناح مثيله فى مستشفى المعادى، ولم يعرف التاريخ متهما تنعم خلال حبسه الاحتياطى مثل مبارك.

فكانت”ركوبة” الرجل الوحيدة هى الطائرة، حتى لا يرى وجوهنا التى ارهقها الظلم وهو فى طريقه الى المحاكمة، فضلا عن التعظيم سلام الذى كان يضرب له من بعض الضباط، كما لو كان فى تشريفة، لا محاكمة، وكما لو كان رئيسا، لا مخلوعا.

وقد نصدق ان تكلفة الإقامة والعلاج سواء فى المركز الطبى او مستشفى المعادى، كانت تدفعها اسرته، لكن لا نعرف ان هناك طائرات هليكوبتر(قطاع خاص) يمكن تأجيرها “فى مشوار لحد المحكمة وراجع”. كم مسكين انت ايها الشعب المصرى المعدم ، تشقى بتكاليف ابهة وبغددة مبارك، رئيسا كان او مخلوعا. نريد من حكومتنا حتى تعلى شفافيتها ان تخرج علينا ببيان عن: كم كلفت براءة مبارك ميزانية الدولة؟.

“اتشلينا” بالفعل من احدث واغلى الساعات التى كانت تظهر فى يد مبارك والتى يمكن ان تطعم الواحدة منها 100 أسرة لمدة عام ( ثمن إحداها يصل الى مليون جنية)، ومن الملابس الانيقة التى يرتديها فى كل جلسة، وافخم النظارات التى كان تغطى وجهه.

كان مبارك فى نزهة او اجازة مدفوعة من دماء شهداء 25 يناير.. حبس انفرادى فى جناح 7 نجوم مكيف الهواء(يا حرام على التعذيب) يأتيه رزقه رغدا من افخم المطاعم..طيارة رايحة..وطيارة جايه.. رسائل بصوته تذاع على الفضائيات..خناقه بين الصحفيين على لقب من هو صاحب اول حديث صحفى معه، كما لو كان مبارك نجم الموسم وصاحب السجل الناصع من احترام ادمية وحقوق المصريين والذى تجلى على مدى 30 عاما فى ان من لم يمت بأمراض الكبد او الكلى بفعل المبيدات المسرطنة والمياة الملوثة، مات حرقا فى القطارات او غرقا فى العبارات او تحت انقاض العمارات او انتحارا بعد اليأس من طول البطالة والعجز عن توفير كسرة خبز للابناء.

اذا كان مبارك بر يئا من دم كل هؤلاء ومعهم شهداء يناير، فلا أدعى من ان نحاكم كل من تناول خضارا او فاكهة مسرطنة فأصابه هذا المرض ومات او من شرب ماء ملوثا، فضربه الفشل الكلوى ولقى وجه ربه، غلطان ايضا من استقل العبارة السلام 98( حد قاله يركبها) لنخرجه من قبره ونحاكمه.

الحقيقة ان مبارك وأهله كانوا “بيتسلوا” فى الوقت الذى كان الناس فيه “بيتشلوا”!

———————
سليمان قناوى – كاتب صحفي بالأخبار

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3543 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.