حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
وكأن الدولة تنتقم من أولادها..فالمسابقة التي شغلت مصر على مدار شهور طويلة لتعيين 30 ألف معلم..بدأت بمأساة..وأظهرت نتائجها تلاعبا يصل حدود الكارثة..ثم جاءت توزيعات المعلمين "المحظوظين" الذين تم اختيارهم لتسفر عن مأساة أكبر لا نهاية لها حتى الآن..
فالفتاة التي تسكن في المنوفية عينوها في مطروح..ومن تسكن في السويس عينوها في الشرقية..والتي تعيش في مدينة بدر جاء تعيينها في السويس..وأخرى تسكن الشرقية عينوها في شمال سيناء..ومن يسكن كفر الشيخ أرسلوه إلى سوهاج..ومواطنة من المنصورة عينت في أسوان..وهكذا ..!
توزيعات أغرب من الخيال..تذكرني بتوزيعات المجندين بالقوات المسلحة..ولكن من يقضي الخدمة العسكرية يتحمل لأنه يعرف أنها فترة مؤقتة وستمضي على أي حال..لكن هؤلاء المساكين كل ذنبهم أنهم تقدموا بأوراقهم لمسابقة المعلمين..فكان الرد بتشتيت شملهم!
لقد كان حلم كل معلم ومعلمة من هؤلاء أن يجد وظيفة محترمة تعينه على أن يتزوج ويكون أسرة يبدأ معها حياة جديدة..لكن يا فرحة ما تمت..فمصاريف الانتقال أو السكن تلتهم مرتبهم وأكثر..ناهيك عن معاناة السفر من محافظة لمحافظة يوميا..!
ورغم كل النداءات التي أطلقها هؤلاء المعذبون في الأرض..ما يزال المسئول الذي أصدر قرارات "شتاتهم" سعيدا بهذه "البهدلة" الرسمية..والكل عمل "ودن من طين وودن من عجين"!
مجدي الشاذلي
