الخميس , 28 مارس 2024

دكاكين معالي الوزير..!

= 1925

Magdy El Shazly (2)

من عجائب الأقدار أن تتصدر أهم وزارتين في مصر وهما "التربية والتعليم" و"الصحة"، قائمة الوزارات الأسوأ أداء في مصر على مدار السنين!

ولأن لكل وزير مفارقاته وقراراته المثيرة للعجب، فقد أتحفنا وزير التعليم السابق بمشروع قرار تخصيص 10 درجات للسلوك والحضور لطلاب الثانوية العامة، وعلى غير المعتاد تحمس الوزير الجديد للفكرة وأصر على إصدار قرار أقل ما يوصف به أنه "خاطىء" بنسبة مئة في المئة.

لقد تخيل وزير التعليم أن إصلاح منظومة فاسدة بأكملها، وهي منظومة الثانوية العامة في مصر، يكمن فى إجبار طلاب الثانوية العامة على الحضور للمدرسة، دون أن يخبرنا ماذا سيفعل الطلاب بحضورهم في مدارس عشوائية، وفصول متهالكة، وفي غياب المعلمين المتهربين من أداء واجبهم الذي يتقاضون مرتباتهم عليه آخر كل شهر!

إن ما يجري في وزارة التربية والتعليم الآن ينطبق عليه مثل شعبي شهير جدا، فالوزارة التي لم تنجح في إعادة المعلمين لفصولهم، وفشلت في احياء الضمائر الميتة، "اتشطرت" الآن على  الطلاب، وتسعى لإعادتهم "غصبا" لفصول خالية من المدرسين..ولعل النتيجة بدت واضحة في الفيديو الصارخ والمؤسف الذي عرضته إحدى الفضائيات وشاهدنا فيه نسخة عصرية من "مدرسة المشاغبين" أبطالها طلاب إحدى المدارس الثانوية في محافظة الدقهلية!

لقد كان من باب أولى أن يجهز الوزير "دكاكينه" ويملأها أولا بالبضائع التي تسر الناظرين، ثم يدعو الزبائن للزيارة حتى تحظى دعوته بالقبول، بدلا من إجبارهم على دخولها وهي خاوية على عروشها بلا فائدة ربما لتضييع الوقت ليس إلا..وهو ما سيزيد الطين بلة بضياع مستقبل جيل بأكمله..فأين اهتمامك بالمدارس وبالمناهج وبمن سيشرحون المناهج للطلاب!

إننا نعيش الآن مفارقة عجيبة..بين نظام تعليمي فاسد يتم تطبيقه سنويا على نحو نصف مليون طالب وطالبة في الثانوية العامة..ووزير يصر على أن العلاج في تطبيق قرار أكد الخبراء أنه خطأ تماما. ومن الآن أبشر معاليه أن قراره سيحول ثلاثة أرباع طلاب الثانوية في مصر إلى مرضى ومصابين بكل أنواع الأمراض التي يتخيلها، لأن براعة سيادته في جذب الطالب رغما عن أنفه، تتفوق عليها "فهلوة" المصريين الذين بدأوا من الآن في تجهيز الشهادات المرضية لأبنائهم وبناتهم لإعفائهم من الذهاب "القسري" للمدرسة.

للأسف..كم نادينا بعودة التعليم للمدارس لأنها تمثل المكان الطبيعي للعملية التعليمية..وكم تمنينا أن يعود – وانتبه لكلمة يعود – التعليم في مصر لسابق عهده.. ولكننا لن نقول يتطور..لأن التجربة أثبتت أننا حين نخطط للتطوير..فإننا نجيد التدمير لا التطوير..والمحصلة أننا نترحم دائما على أحوال التعليم في الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى أوائل التسعينات..ونعاني الأمرين من تعليم الألفية الثالثة الذي أضاع كل شىء..!

لقد نسف هذا النظام التعليمي المطبق حاليا آمالنا في إعداد وتخريج أجيال "متعلمة" بحق، أجيال كنا نحلم بها ونظنها ستقود هذا البلد إلى آفاق التطور المذهل الذي تنعم به دول العالم..ولكننا قررنا الاكتفاء بممارسة لعبة "القط والفأر" كي نحصل على أكبر قدر من درجات السلوك والحضور في الثانوية العامة!

مجدي الشاذلي 

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 17575 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.