الثلاثاء , 16 أبريل 2024

فيروز نبيل تكتب: حتى تحافظ الأسر على بيوت أبنائها

= 2937

اعتدنا فى الماضي على سماع بعض الجمل من أهل الزوجة عندما تغضب من زوجها وتذهب لبيت اهلها مثل الست مالهاش غير بيت زوجها،،  معندناش بنات تطلق،،، بيتك وأولادك أولى بيكي ….. إلخ.

أما الآن للأسف تم استبدال هذه الجمل بعبارات كفيلة بأن تؤدي لإنهيار أي أسرة مثل  ولا يهمك انتى في بيت أهلك، ولا تسألي فيه، اطلقي وهنزوجك سيد سيده…….الخ.

والغريبة ان الأهل لا يكلفن انفسهن عناء دراسة المشكلة أو معرفة من المخطئ وسؤال الطرف الآخر وهو الزوج فى محاولة منهم للنصح والإصلاح وكأن ابنتهم ملاك لا يخطئ أبدا وهم يرون بذلك بأنهم يقومون بحماية ابنتهم وتقديرها من وجهة نظرهم طبعا فهم يرون انهم يجب عليهم نصرة ابنتهم سواء كانت مخطئة أو على حق.

فكل ما يشغلهم معاقبة الزوج وكسر أنفه أمام زوجته لكي يعرف قيمتها وهم بذلك لا يدركون انهم يشاركون فى ارتكاب جريمة بشعة ألا وهي خراب بيت واسرة وتشريد اطفال وانهيار مجتمع بأثره.. وبمقارنة بسيطة لموقف الأهل بالماضي كنا نجد الاب والام يسمعان المشكلة من ابنتهما ثم ينصحانها بأن تحافظ على بيتها وزوجها وأولادها ولا يعيبان فى زوج ابنتهما أمامها أبدا ولكن يستدعيان الزوج على انفراد ويسمعان منه ايضا وفى حال وجداه مخطئا يوجهان له النصح ايضا ويأمران ابنتهما بالإنصراف معه إلى بيتهم وفى الغالب يطالبانهم  بعدم إفشاء اسرار بيتهما ومشاكلهما مرة أخرى أمام أسرهما وضرورة حل هذه المشاكل داخل جدران منزلهما حتى لا تزيد المشاكل وتؤدي لانهيار الأسرة وضياع الأبناء.

ولهذا السبب كنا نرى أن نسب الطلاق بالماضي كانت ضئيلة جدا ولكن الآن نسب الطلاق وصلت لما يقارب نصف عدد الزيجات السنوية تقريبا  اي ان من كل مائة حالة زواج يحدث ما يقارب خمسين حالة طلاق، وهذه أرقام مرعبة بل ما يزيد الأمر رعبا هو ان الخمسين زيجة الأخرى نجد منها ما يقارب ثلاثين  يعيشون أغرابا تحت سقف بيت واحد لمجرد الحفاظ على الشكل الاجتماعي فقط معتقدين انهم بذلك يستطيعون الحفاظ على نفسية أولادهم ولا يعلمون انهم بذلك يدمرون نفسية أطفالهم بشكل أكبر لأن الأطفال يشعرون بكل ما يجرى حولهم ويشعرون بالعلاقة المرتبكة بين الأب والأم مما يجعلهم معقدين نفسيا وغير أسوياء.

وفى الحقيقة أرى ضرورة اهتمام جميع المثقفين والإعلاميين  والجهات المعنية بالدولة بدراسة هذه المشكلة وايجاد الحلول لها حتى نخلق جيلا يستطيع ان يستكمل مسيرة التنمية ويحافظ على وطنه ويشعر بالانتماء فيجب عمل ندوات تثقيفية للمقبلين على الزواج وأيضا إصدار بعض المواد الدراسية التى من شأنها توعية الشباب وتعريفهم بمسئوليات وأعباء الزواج وقدسيته وحقوقهم وواجباتهم حتى نخلق أجيالا متزنه نفسيا.

وفى النهاية دعونا نسترجع عنوان مقالي ونقول ياريت الأهالي ينصحون بناتهم بالحفاظ على بيوتهن وينصحون أولادهم بتحمل المسئولية وان يكونوا رجالا قادرين على احتواء زوجاتهم وأولادهم.

———–
* كاتبة وإعلامية.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: الجودة أم الكمية؟

عدد المشاهدات = 682 «وينشأ ناشئ الفتيان منا…على ما كان عوّده أبوه»، إحدى الأمهات كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.