الجمعة , 26 أبريل 2024

أحلام والخاتم…أفلام قصيرة جيدة الصنع

= 5962

كتبت: نهى هنو

أؤمن دوما بأهمية الأفلام القصيرة فى إكتشاف المواهب الشابة و فتح باب فرص جديدة لمجال الإبداع حتى فى ظل إفتقار الإنتاج لتلك الأفلام ونظرا لميزانيتها المحدودة والضئيلة لكنها تعمل على إيصال رسائل هامة للجمهور، كان من بين تلك التجارب فى الأشهر القليلة الماضية، تجربتين لفيلمى “الخاتم وأحلام “خيال الظل” لفنانة ومخرجة سكندرية شابة صانعة أفلام وثائقية وأفلام قصيرة، وهى الفنانة نيفين سراج الدين، تخرجت من المعهد العالى للفنون المسرحية، والتى تتمتع بحس فنى وموهبة جيدة جدا على مختلف المستويات من الكتابة او العزف الموسيقى او التمثيل او الإخراج، وعملت على تقديم تنوع بين الفيلمين ما بين الدرامى و اللايت دراما.

جاء فيلم الخاتم بشكل يتسم بالخفة و البساطة وروح الفكاهة ،لسيدتان تلتقيان صدفة فى أحد الحدائق العامة، وكانت إحداهما تعبث بخاتمها ثم قامت بخلعه فسقط على الأرض و أختفى، فجاءت الاّخرى فى محاولة للبحث عنه وإعطائه لصاحبته و لكن ما لبثت ان قامت بالإلتفات ورائها فلم تجد صاحبة الخاتم معتقدة انها كانت تريد سرقة نقودها، بينما ذهبت الاّخرى وعادت لتبحث عن السيدة الأولى لتعطيها ما سقط منها من مال فأعتقدت ايضا انها عزمت على سرقة خاتمها، يعرض الفيلم ما نتعرض له احيانا من سوء الظن فى نفوسنا و فيما يقابلنا من مواقف حياتية بسيطة بمحض الصدفة، بينما تعود الاولى إلى نفس المكان و لا تجد أحدا، جاءت الموسيقى كعنصر مهم وجيد ومُعبر وايضا التعبير عن ممتلكاتهم من النقود و الخاتم بلقطات قريبة كانت ممتازة ومميزة جدا، بينما جاء أداء الممثلات ضعيفا بعض الشئ فلم يعبران بالشكل الكافى عن ما يشعرون به، تجربة إخراجية بسيطة لكنها تحمل رسالة هادفة ،جاء ايضا البوستر الخاص بالفيلم على قدر عالى من التعبير والملائمة فكان تصميما رائعا، لم يفتقد الفيلم عناصره الأساسية جاء طبيعيا ومتوازنا وقصيرا لمدة ثلاث دقائق خفيفة على المتلقين، وهو الذى بدوره عرض فى برنامج الأفلام القصيرة لسينما الشباب فى مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية ملتقى الفن و الثقافة و الكتابة و الأدب و صانعة المبدعين على مدار التاريخ.

أما عن تجربتها الاّخرى فهى مستوحاة عن قصة حقيقية، فكانت هى البطلة الرئيسية لشخصية أحلام، لتلك الفتاة وشقيقتها لأب بخيل رفض ان يعالج والدتها بعد مرضها، يعذب بناته و يعمل على إيذائهم جسديا ومعنويا، يتعرض لحادث أليم يدخل بعده المستشفى ويفقد الذاكرة و يصبح بلا مأوى، إلى إن تعثر عليه إحداهن ذات يوم فى إحدى الحدائق العامة وتقوم بالعطف عليه و لكن دون أن تخبر أحد حتى لا تتعرض إلى مزيد من الضغط المجتمعى ،فى هذا الوقت عاشت أحلام فى صراع نفسى وبالإضافة إلى هروب والدتها من المنزل، كانت تعيش فى خوف دائم من ظل أبيها الذى يطاردها بإستمرار تخشى عودة الذاكرة له مرة اّخرى،انتهى الفيلم بوقوف أحلام وورائها ظل أبيها و إنعكاس له على الأرض فتهرب منه مجددا، الفيلم يحكى عن مطاردة الماضى والعنف الأسرى، التى لم تنساه أحلام أبدا، جاءت نيفين بأداء صادق جدا فى التمثيل وخاصة عند مشهد قراءة إحدى الخطابات القديمة لوالدتها و هى باكية ،تسترجع فيها مشاعرها القديمة بعيون صادقة وموهوبة حقيقية دون زيف أو تصنع بإستخدام زاوية تصوير منخفضة قريبة من الوجه تكشف عن مشاعرها فى تلك اللحظة من ألم وحسرة و مرارة وبكاء والتى عملت على خدمة المشهد ووضعه فى سياقه الصحيح،جاءت ايضا اللقطة الأخيرة للفيلم و كذلك بدايته مؤثرين جدا، من خلال إنعكاس الظل على الارض مع صوت تصاعد الأنفاس فى الخلفية لفتاة تركض سريعا خائفة و هاربة من شئ ما كما اتضح فيما بعد من احداث الفيلم كما ذكرناها ،جاءت الموسيقى عنصرا مهما، وتصوير وإخراج جيد، فهى تجربة تستحق المشاهدة إجمالا.

شاهد أيضاً

الجمعة المقبل.. افتتاح جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون 2024

عدد المشاهدات = 9059 مسقط، وكالات: تشارك سلطنة عُمان يوم الجمعة القادم بجناح في الدورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.