الأربعاء , 24 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: أرمينيا ..التي أحببتها

= 2093

في احتفال مهيب وصف أنه الأروع والأكثر إبهارا ، شهدت العاصمة الأرمينية يريفان ،الإحتفال بالذكري الثلاثين لإستقلال أرمينيا بمشاركة رئيس الوزراء نيكول باشينيان وزوجته آنا هاكوبيان ، وحضر رئيس جمهورية أرمينيا ورئيس الجمعية الوطنية ونواب رئيس الوزراء وممثلو السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وكذلك ١٠٠ الف من الجماهير التي احتشدت في ساحة الجمهورية.

تم تقديم تاريخ أرمينيا ورموزها بتأثيرات إضاءة فريدة ، من خلال العديد من أجهزة الطيران في الهواء. كانت الصور المعروضة تثير في نفوس الجميع إدراك أنه أرمني وله دولة مستقلة.

[ الهويه الأرمينية ]

الزائر لأرمينيا يستطيع بسهولة أن يدرك أن الأرمن شعب قضيته الأولي والأخيره ، هي اعتراف العالم بما تعرض له الشعب الأرميني من مذابح وإباده إبان الحرب العالمية الاولي ١٩١٥، علي يد الأتراك ، نتيجة لما سببته جريمة إبادة الارمن من شتات وتفرق أبناء أرمينيا هربا من وحشية المذابح التي كانت سببا رئيسيا في انتشارهم في كل دول العالم.

ورغم الشتات وحصول الأرمن علي جنسيات مختلفه في الدول التي عاشو فيها إلا ان للأرمن طبيعة خاصه شديدة الحرص علي الإحتفاظ بهويتهم الأرمينيه ولغتهم الام ، وحرصهم علي الحفاظ علي كل ما يمت لأصولهم وعاداتهم وتقاليدهم بصله ، ولذلك فلا تعجب إذا زرت أرمينيا ووجدت الشباب العائدون من دول المهجر يتحدثون اللغة الارمينيه الأم ، ويحتفظون بعادات الأجداد ويقدسون تقاليد بلادهم ، رغم حملهم لجنسيات اخري وحياتهم خارج البلاد ، كما تصر الحكومه الأرمينيه علي التعامل بعملة البلاد ( الدرام ) داخل أرمنيا ، وغير مسموح للفنادق او لأي جهه التعامل مع السائحين بعملات أجنبية أخرى.

في أرمنيا يعيش الجميع حاملين علي عاتقهم قضية اعتراف العالم بجرائم الإباده التي وقعت في حقهم ، وفاء للأجداد والجدات الذين ماتوا فداء للوطن.

ولذا فإنه رغم بهجة الجميع بالإحتفال بعيد الإستقلال فإن دموع الأرمن لاتجف حزنا علي شهدائهم ، ولا زالت دموع الألم تنساب عندما بردد الجميع رائعة الفنان الأرميني العالمي شارل أزنافور “لأجلك يا أرمينيا “.

[ في حضرة البابا ]

كانت الزياره الأكثر حفاوة هي زيارة المقر البابوي في باتش ميادين ، حيث استقبلنا البابا كاريكين الثاني ، بصحبة ، السفير المصري بهاء الدسوقي.

أعرب البابا عن سعادة الكنيسه الأرمينيه والشعب الارميني بتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعيد الإستقلال، مشيرا ألي ان هناك اهتماما خاص بتهنئة الرئيس السبسي نظرا لما يكنه الشعب الأرمني من مشاعر تقدير وود عميقه للشعب المصري الذي استقبل اعدادا غفيره من الارمن عقب حرب الإباده التي تعرض لها عام ١٩١٥، والتي جعلت من الجاليه الارمنيه في مصر واحده من اكبر الجاليات الارمنيه في دول العالم ، فأصبح هناك أرمن مصريون ساهموا بجد واخلاص وتفاني في بناء بلدهم الثاني مصر ، وشاركو المصريين أفراحهم وأحزانهم .

كما اشاد البابا بمواقف مصر والقياده السباسيه المميزه من قضية الشعب الارمني ، ومساندة مصر لعمليات السلام بين ارمنيا واذربيجان وموقف الرئيس السيسي المشرف من ضرورة وقف العدوان علي اراضي أرمنيا خلال الحرب عام ٢٠٢٠.

ونقل السفير بهاء اسماعيل تحيات القياده السباسيه وشيخ الازهر لقداسة البطريرك كاريكين الثاني ، وللشعب الارمني بمناسبة عيد الاستقلال الثلاثون للجمهوريه الارمنيه، كما قدم السفير دعوه مفتوحه لقداسة البابا لزيارة مصر في القريب.

[أرمينيا التي أحببتها ]

لا يمكنك كزائر لأرمينيا إلا أن تقع في غرامها منذ الوهلة الاولي ، فهي بلاد ترحب بزائرها وتفيض محبة وكرما ، المنتزهات المجانيه متاحه للجميع ، والطبيعة الخلابه قد منحتها مناخا اوروببا معتدلا ، وغابات ممتده استغلها اهل ارمينيا في إقامة مطاعم ومتنزهات وتليفريك بين الجبال ووسط الغابات ، ولا يمكن أن تمر بأرمينيا دون زيارة متحف كافيسيجيان للفنون داخل مجمع شلال يريفان العاصمة.

وكذلك سوق فرنيساج للمشغولات اليدوية والتراث والفنون الارمنيه ، كما لا يمكنك مقاومة تناول السمك مع خبز ( اللافاش )علي بحيرة سيفان التي تقع علي ارتفاع ١٩٠٠ متر فوق سطح البحر…ولا تتعجب من وجود صنابير مياه يشرب منها الماره ، تخرج ماء باردا جدا طوال العام علي شكل تحف فنيه في كل الشوارع ، حيث ترفع ارمنيا شعار (الماء مجانا) ، كما لابد لك أن تمر في زيارتك لارمنيا الجميله علي متحف الإباده الذي يوثق بالصور والأفلام كل المذابح التي ارتكبت من الاتراك في حق الشعب الارمني ، وقد أقيمت بجواره نصبا تذكاريا به شعلة نار دائمة الإشتعال تذكرهم بشهدائهم ، ويحمل كل مواطن ارمني زهرة ببضاء متوجها لنصب الشهداء في الرابع والعشرين من ابريل كل عام إحياء لذكرى شهداء الارمن ، وفاء من الابناء للاجداد.

حقا..هي أرمنيا التي لن تستطيع إلا أن تحبها.

————–
* مدير تحرير أخبار اليوم

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1946 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.