الخميس , 25 أبريل 2024

محمد صقر يكتب عن: تعديل مفهوم حياة كريمة

= 3516

أحبائي في الله إننا لسنا فقط في حاجة إلى حياة كريمة في الارتقاء بريف مصر و لكننا في حاجة إلى حياة كريمة في كل شيء في مصر و من هذا المنطلق كان لزاما علينا أن نسلط الضوء اليوم على المعلمين الذين هم بناة الماضي و مشكلو الحاضر و مؤسسو المستقبل و صانعوه و ذلك لأنه بات امتهان مهنة المعلم أمرا ليس بجديد و ليس بعسير و مستساغ تماما مما قد شكل واقعا غاية في الألم للأسف أصبحنا نعيشه و نجاريه و نتعايش معه.

وربما سمعنا بكثيرين يفتتحون صالات و مراكز و بمعنى آخر ( سناتر ) لإعطاء الدروس الخصوصية و خلافه و يفتتحون الحضانات لضم البراعم ذوي السنوات الأول و لكن ليست هذه هي المشكلة الكبرى و إنما المشكلة الكبرى في حقيقة أمرها هي أن من يفعل ذلك غير مؤهل ليمتهن مهنة المعلم و ليسوا بحاملين لشهادات أو مؤهلات تمكنهم على الأقل من القيام بالدور التربوي – لا في قوامه المعهود و لا بشكل مرض – و هذا بلا شك هو الدور الأول غير الأخير و الرئيس غير الفرع للمعلم فهي قد كانت وزراة التربية و التعليم قبل أن تكون وزارة التعليم و التربية أو التعليم فقط .

هذا إن دل على شيء فإنما يدل على افتقاد هؤلاء للدور التربوي الذي يقوم به المعلم بشكل سلس و سهل و الأهم من هذا و ذاك يؤديه بشكل صحيح و على ما يرام و هنا دعونا نوضح لكم كيفية نشأة أجيال واعية و قادرة على تغيير المستقبل و صناعته من تحت أيدي هؤلاء الممتهنين إذ أنهم يفتقرون إلى كثير من المهارات التي يتمتع بها المعلم الفعلي إن لم يكونوا يجهلون إياها.

فبالله كيف بحال المتعلمين لديهم و كيف بحال من يخرج من تحت أيديهم أنا لا أقول ذلك عداء على التعليم و لا أقول ذلك عداء على مكان بعينه و ليست المسألة مسألة أشخاص إطلاقا فحسب بل هو موقف اتخذته – من إملاء ذات على صاحبها و يتوجب علي الثبات عليه – حينما أبصرت دور المعلم الحقيقي و تأثيره من نافذتي الصحفية و الإعلامية المتواضعة و وضعنا و وضع أولادنا و نحن مفتقدون ذلك الدور و مفتقرون إليه.

كما وددت أن أشير إلى نقطة ما ألا و هي أنني لا أقول ذلك أيضا استخفافا بمن يمتهنون مهنة المعلم و لكني أقوله متوخيا صالح الأجيال القادمة و حريصا على نشأتها و مستقبلها إن غدوا شبابا فهم الطاقة و الأمل و إن أصبحوا كبارا فهم أصحاب الخبرة و الرأي السديد و حاملو شارة القيادة بالنسبة لمن يصغرهم و هنا لنعلم جميعا أن الصلاح لا بد و أن يكون من البدايات لأن ما بني على باطل فهو باطل و لنترك ( سناتر الدروس و الحضانات الخاصة ) و لنترك ( السبوبة و المصالح و أصحابهما ) و لنتجه و نعمل صوب إعطاء كل ذي حق حقه – و هنا أقصد المعلم – و لنقدر المعلمين الحقيقيين – الذين لم يكونوا ينتوون درسا أو يبتغون منفعة من وراء أحد و لننصفهم و لو مرة واحدة من باب أن يرضي كل منا ضميره و ذلك على الأقل – و هو أضعف الإيمان لأن ذلك من حقهم و ليس تكرما منا عليهم و لنتق الله دائما و أبدا مستقبل أبنائنا ليس بعرضة للاستهانة أو للاستخفاف أو للضياع – لا قدر الله –

و لنذكر أنفسنا دائما و أبدا أنه إذا أرادت أمة النهضة و الرقي أكرمت معلميها فمن أكرم معلمه أكرمه بعد ذلك ما تعلمه و لنعط أنفسنا فرصة للوعي فرصة للتعلم فرصة لتغيير المفاهيم فرصة لتعديل الثقافات و المعتقدات الخاطئة فرصة للارتقاء بالفكر و ختاما كي لا يطول بنا المقام و تتسع منا المقادير ها أنا قد بسطت إليكم شيئا من الأمر باختصار شديد و أنتم على دراية بالبقية التي لا تخفى علي و لا عليكم و التي لا تخفى على أحد.

رعى الله معلمينا و حفظهم بحفظه ..و أعلى رايتهم أبد الدهر.

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 2814 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.