الخميس , 28 مارس 2024

مصابيح: موت الضمير..!

= 4339

ستسيل دموع سنون أقلامنا وتنهمر أحبارنا و تُستعمر أوراقنا بكلماتٍ نستنبط من خلالها موضوعنا وهو الضمير ذلك الموضوع الذى بمثابة حياة راقية لنا إذا تحلينا به.

فالضمير هو الرقيب الوحيد عليك بعد الله.الضمير فى العمل، الضمير فى القول، الضمير فى الفعل، الضمير فى كل شئ يتعلق بخدمة الأخرين. فإذا دققنا النظر فى حياتنا اليومية سنجد الآف المخالفات والآف التعديات التى تنم عن غياب الضمير وإن دلت على شئ فهى تدل على التساهل العفن فإذا نظرنا إلى إحدى المناطق الشعبية العتيقة أو أحد الأسواق الشهيرة على سبيل المثال وليس الحصر ستجد ذلك الرجل صاحب محل الأحذية الذى يضع بضاعته فتكاد أن تتخطى منتصف الطريق متغاضى عن حق الآخرين فى السير فى طريق واسع مريح وأيضا ستجد بائع الخضروات الذى يواجهه على الجانب الآخر يأخد النص الآخر من الطريق وبهذا يكون هناك مسافة قصيرة يتطلب أن يمر منها الرجال والنساء والاطفال والطلاب والسيارات وغيرها فكيف ذلك؟!

أليس هذا عدم مراعاة للضمير؟

والعجيب أن المسئول يعلم بهذه المهزلة ويتعامى عنها كأنها لم تكن وكثير وكثير على هذا النسق فإذا ذهبت إلى مستشفى حكومى سترى قلة ممَن يهملون المرضى و يستترون وراء عباءة متسخة ومرقعة بالإهمال وهذه العباءة هى “لم يرى أحد” بل تجد البعض أحياناً يتباهى بإفلاته من المحاسبة على هذا الإهمال دون أن يفكر ولو لحظة أن فوق هذه السماء رقيب يرى ما فى الصدور ويعلم ما فى النفوس فكيف لا يرى هذا الجحود؟

وإن تتبع مخالفات هذا المصنع ستجد مخلفاته تسبح فى مياه أجسادنا لتنشر السموم وتنثر الأمراض فى تربة مخصبة لينمو جسد مبتلى كزهرة يفوح من مياسمها رحيق سام.

لذا فالضمير هو الدعامة الاساسية لبناء مجتمعاً متحضر يأخذ فيه كل فردٍ حقه فراعوا ضمائركم لانها إن ماتت مات كل شئ.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6308 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.