حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم: محمد صقر
أخذت الأمور تزداد سوءا، حينما استشرت فكرة التعصب الرياضي الأعمى لمصلحة فريق ،أو لمصلحة آخر ؛ مما قد يصل بالمشجع و بالجماهير – عامة – إلى حد النزاع ، و التشاجر ، و الاشتباكات ، و من ثم خسارة الأرواح ، فهل هذه هي الرياضة !؟ أم هل هذه هي الأخلاق !؟ ، و هذا كله يقع تحت بند ( ما لا يحمد عقباه ).
ولعل أبرز ما يؤدي إلى هذا التعصب ، و يقود إلى هذه النهايات السيئة – آسفا – هو الجهل بأن الرياضة أخلاق ، و النهايات أخلاق ، و انعدام الوعي الرياضي – و الكروي خاصة – ، و الثقافة ؛ كما قد أسفر ذلك في الأيام ، بل السنوات الأخيرة عن منع الجماهير من حضور المبارايات ، و غلق المدرجات الموجودة في مختلف الملاعب الرياضية ، و لنا أن نضرب لكم المثل ؛ ليكون خيرا شاهدا على ما نقول : أحداث مباراة الأهلي و المصري البورسعيدي التي راح ضحيتها ، و ضحية التعصب التي شهدته أربعة و سبعين شهيدا.
و كذلك الأمر في مباراة الزمالك التي أودت بحياة عشرين شهيدا ، و إننا إن سألنا أنفسنا ، فلنسألها : – ” لم نترك القضية معلقة !؟ ، و لم نترك الأمر يصل بنا إلى هذا الحد !؟ ، – و هي مجرد مباراة – ، أو – تنافس لا يتخطى الساعتين من الوقت – ، و لم نتشابك مع بعضنا البعض !؟ ، و لم يخسر بعضنا بعضا بفعل فرقتين رياضيتين !؟ : يتصافح لاعبوهما بعد اللقاء و ينسى الجميع المباراة – بشكل كامل – ، و ما حدث فيها ، – بمجرد أن يطلق الحكم صافرة النهاية.
نعم ، الانتماء يحترم ، و لكل الحق في أن يتابع الرياضة ، و في أن يشجع الفريق الذي يحبه ، و ينتمي إليه ، و لكن على كل أن يعي أن الرياضة أخلاق ، – قبل كل شيء – ، – و فوق كل اعتبار – ، و على الجميع أيضا أن يضع حدودا في تشجيعه لفريقه ؛ فليس معنى أنك تشجع فريقا : أن تتشاجر مع من يشجع الآخر ، و لكن تبقى الروح الرياضية العالية ، و الأخلاق هي سيدة الموقف ، و دعوني أكتفي بذلك قدرا ؛ لأن هناك الكثير و الكثير ممن سبقني ، و أدلى بدلوه في هذه المسألة ، و قد استفاضوا ، و أبرزوا الموضوع من جوانبه كافة.
و في ختام موضوعنا أتمنى و آمل أن يحظى بكامل إعجابكم ، و ينال رضاكم ، و يشبع رفعة ذوقكم ، وأخيرا لكم الحكم ، و لنا القلم ، و انتظرونا في موضوع جديد ، و لعل القادم أفضل بإذن الله.
