الجمعة , 19 أبريل 2024

نهى هنو تكتب عن: العلاج النفسى بالموسيقى

= 3469

 الموسيقى هى لغة الشعوب المشتركة و هى اللغة التى يستطيع اى شخص فى العالم فهمها دون شرح او تعلم او حتى وساطة لانها تخرج من القلب تصل للقلب مباشرة ،فهى المٌلهمة احيانا و الطاقة العلاجية احيانا اخرى و التى تعبر عن الحالات المزاجية و الشعورية المختلفة من حزن و فرح و نشوة و انتصار و هزيمة ،وهناك إجماع على فائدة الموسيقى في علاج الكثير من الأمراض النفسية، كالاكتئاب، والقلق، والاضطرابات الشخصية والعاطفية، والتقلبات المزاجية، والمشاكل الاجتماعية. وأفادت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد الأميركية بأن الأشخاص الذين يعانون من النسيان قد تتحسّن ذاكرتهم اذا استمعوا الى الموسيقى.

وأكد على ذلك الدكتور احمد عكاشة الطبيب النفسى الشهير فى كتابه “الطريق الى السعادة” فقال ان الموسيقى لها تأثير مباشر على قشرة المخ و هى مركز الشخصية و الوجدان و التفكير فهى تبعث الايجابية و بها قدرة على تهدئة التغذية الاسترجاعية و الافعال المنعكسة و الشرطية فى قشرة المخ مما يجعل الفرد عرضة للايحاء ومن هنا ينطلق فى احلامه و تخيلاته و يفرغ مشاكله فيحس بالراحة و السكون و استعداد الفرد لاستماع الموسيقى يرجع الى حالته النفسية فعلى سبيل المثال مريض الاكتئاب لا يمكننا تشغيل موسيقى صاخبة له بالتأكيد سيرفضها و لكن نبدأ معه فى الموسيقى الهادئة ثم تدريجيا موسيقى ترفع من وجدانه و تعيده لحالته الطبيعية.

يقول بيتهوفن “الموسيقى هي نوع من الوحي قد يكون أعمق من الحكمة والفلسفة، الموسيقى هي التربة الخصبة للنفس حتى تحيا وتفكر وتخترع”. قد يكون بيتهوفن بهذه العبارة قد لخص أهمية الموسيقى ودورها في حياة الإنسان وكيف تؤثر على الشخص وتساعده في التفكير والإبداع. تختلف الأذواق الموسيقية بين الأشخاص، فهناك من يفضلون أنواعاً معينة كالموسيقى الكلاسيكية، وهناك من يفضلون الموسيقى ذات الإيقاع السريع الصاخب، وهناك أيضاً من يفضلون الموسيقى المحلية التي تعبر عن مشاعرهم وأحلامهم أو تصف حالة الغضب التي يعيشونها. وأياً كان نوع الموسيقى التي يفضلها الشخص، قد يحتاج إليه في يوم من الأيام لغرض يتجاوز مجرد الاستماع التذوقي، مثل الشفاء من حالة مرضية باستخدام الموسيقى”.

وعبر الفيزيائي العظيم ألبرت آينشتاين عن عظمة الموسيقى عندما قال” لو لم أكن فيزيائيًا، لأصبحت موسيقيًا. أنا أفكر عادةً بالموسيقى، أنا أعيش أحلام يقظتي في الموسيقى. أري حياتي بمصطلحات الموسيقى ،إنني أحصل على المُتعة الأكبر في حياتي من الموسيقى”.

يعد العلاج بالموسيقى أحد أقدم أنواع العلاج الموجودة في العالم،يستند هؤلاء المعالجون إلى خبرتهم في الموسيقى ومعرفتهم الواسعة بأنواع الالات الموسيقية المختلفة ليتوصلوا بعد معاينة الشخص إلى النوع الذي يناسبه من الموسيقى خلال مراحل العلاج، كما أنهم يحرصون على استخدام بعض المقطوعات الموسيقية المفضلة للشخص نفسه ،يقوم المعالج في بعض الجلسات بعزف الموسيقى للمريض أو يشاركه العزف، وقد يقوم المعالج بتعليم متلقي العلاج كيفية العزف على الة ما.

بعض الأمراض التى يمكن علاجها بالموسيقى:

1-الذاكرة
الموسيقى المسجلة مسبقا لها ارتباطات إلى أوقات وأماكن، فإذا قام الأشخاص المصابين بفقدان الذاكرة موسيقى كانوا يسمعونها مسبقاً تعزز مشاعرهم القديمة وتساعدهم على التذكر
2-القلق
لدينا جميعا وتيرة داخلية مختلفة أو إيقاع، والقلق يعطل هذه المقطوعه الطبيعية، حيث إنه استجابة للخوف مما يسبب تعبئته بطاقة غير معلنة، لذلك فإن الاستماع إلى موسيقى بها أصوات صاخبة كالطبول الأفريقية ينخفض الشعور بالقلق
3-التركيز
إذا كنت تعانى من ضعف التركيز فعليك الاستماع إلى قائمة الأغانى والموسيقى المفضلة لديك يمكن أن تساعد على تسوية معدل ضربات القلب ويصرف لك الضوضاء الخارجية المزعجة .
4-الشلل الرعاش
الاستماع إلى الموسيقى أمر أساسى لتحسين المهارات الحركية لمساعدة الناس الذين يعانون من مرض الشلل الرعاش من خلال تعزيز المخ، حيث إن الموسيقى غذاء المخ
5-الاكتئاب
أوضح الكاتب الأمريكى “ويليام ستيرون” فى سيرته الذاتية عن كفاحه مع الاكتئاب ويصف كيف اليأس جعله يخطط لاطلاق النار نفسه، لكن فى اللحظة الأخيرة سمع موسيقى الملحن الألمانى “يوهانس براهمز” وهذا أنقذه
فإذا كنت تعانى من الأرق، فهذا قد يكون مرتبطا بالإجهاد والقلق أو الاكتئاب، لذلك عليك سماع الموسيقى الهادئة لتجنب هذه الأحاسيس المؤرقة.

الموسيقى و الألم

وقد أثبتت الابحاث بأن الموسيقى قادرة على شفاء الآلام ، فهي تخفف الإحساس بالآلام والضغط النفسي الناجم عنه ، سواء كان الألم مزمناً او بعد العمليات الجراحية.

ومن ذلك أيضا المفاصل والعظام ” كالانزلاقات الغضروفية والروماتيزم “،حيث وجدت كثير من الدراسات نسبة الشفاء بالموسيقى ما يقارب 25%
و هناك عدة نظريات لهذا التأثير الايجابي منها نظرية ” الإزاحة ” ،أي إزاحة إحساس الانسان باللام تجاه الموسيقى , وان الموسيقى تعطي نوعا من السيطرة على النفس “ضبط النفس” و ايضاَ تزيد من الهرمون المسكن الدماغي الاندروفين.

أمثلة لبعض المرضى و علاجهم بالموسيقى

وأخيراً خضع مريض في الولايات المتحدة الى عملية استئصال ورم في المخ وهو بكامل وعيه ويعزف على آلة الساكسوفون وبعد بتر الورم وانتهاء الجراحة الحساسة طلب الجراحون من مريضهم اللعب على آلته الموسيقية ليطمئنوا على سلامة مهارته على العزف فكانت النتيجة إيجابية ورائعة.

الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع البطيء تبعث على التأمل وتريح النفس وتبطىء التنفس وتقلل من وقع ضربات القلب ،في المقابل يحصل العكس عند الاستماع الى الموسيقى ذات الإيقاع السريع.

وتبين الابحاث ان الموسيقى المريحة تخفف من ارتفاع ضغط الدم الشرياني لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني , اما بالنسبة للقلب فان الموسيقى المريحة تؤدي الى الاسترخاء ،وتقليل سرعة القلب ،والتنفس من خلال تثبيط الجهاز السمبثاوي الذي يفرز هرمون الأدرنالين فهى ذبذبات صوتية تصل لمراكز السمع فى المخ و من ثم مراكز الارتباط و الادراك و منها تؤثر على الدوائر الكهربائية و الكيمائية فهى مفيدة للشخص السوى و المريض النفسى.

وان استخدام الموسيقى في مستشفيات الولادة والعمليات الجراحية اقل استخداما للعقاقير المسكنة والمهدئات في المستشفيات التي لا تستخدم الموسيقى.

آراء بعض العازفين فى الموسيقى

يقول “مصطفى ” عازف طبلة و درامز “الموسيقى هى بمثابة الحديث الذى لا يستطيع ان يبوح به كما انه عندما يستمع اليها فهو فى داخله يفصل كل الة عن غيرها و كأنه يستمع الى الجيتار وحده او الكمان وحده هكذا”.

تقول “نهى مشالى ” عازفة بيانو ” تستطيع المزيكا ان تدخل اى شخص فى حالة شعورية وحسية جميلة و تقلل من حالة التوتر و تستطيع من خلالها التعبير عن اى شى فهى حالة خاصة جدا لى و أفضل وقت يمكننى فيه الشعور بأفضل حالة عندما العب بيانو كما اضافت انا محظوظة اننى قمت بدراسة المزيكا فهى اثرت عليا بشكل خاص فى حياتى و يكفى العزف فى حفلة و مواجهة الجمهور ،كما انها تؤثر على شخصيتك و تعمل على رقى الاحساس فهى نعمة من الله بل و انها تزيد و تعزز الثقة بالنفس و سبب حبى للبيانو هو انى اشعر انها كما لو كانت اوركسترا كاملة “.

تقول أيضا نيفين سراج “عازفة عود و فنانة فى البيت الفنى للمسرح” العود هو صديقى و الاتى المفضلة احبه جدا و استمتع به ،يخرجنى من حالات الحزن و الاكتئاب واشعر معه بسعادة كبيرة و هو الة خاصة فامارس هوايتى و اقضى وقتا مخصصا له حتى اخرج كل ما فى داخلى عن طريق الموسيقى كما انى اعمل على تدريس العود ايضا.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1118 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.