الخميس , 28 مارس 2024

مصابيح: التعصب الأعمى…!

= 2447

يكتبها: فارس ناصر

سادت فى مجتمعنا عادة ظلت ومازالت تنخر فى لحمِ هذا المجتمع إلى أن يأتى وقتُ سنجد هذا المجتمعَ ينهش فى لحمِ بعضه البعض وكل هذا بسبب التعصبِ الأعمى الذى قيد العقولَ وكسى القلوبَ و محى من قاموسِ أيامنا العملَ الجماعى والتعاونَ المثمرَ حتى وصلنا إلى مرحلةٍ عصيبةٍ من مراحلِ التفاهةِ والتناحرِ المستمرِ الذى سيأخذ بأيدينا إلى مستنقعاتِ التخلفِ والدمارِ الخلقى والعقلى إلى الأبد.

فإن نظرت بعينٍ محدقةٍ فى مجتمعنا المصلوب على جدرانِ الفسادِ والغارقِ فى بحورِ التخلفِ ستجد أن هناك من يخسر هذا و يشتم هذا وكل هذا بسبب كرة ممتلئة بالهواءِ تركل بالأقدامِ ستجد فلان يسب فلاناً الذى تربطه به علاقة تمتد لأكثر من خمسة وعشرون عاماً من أجل لاعبٍ يتقاضى خمسة وعشرون مليوناً كل عامٍ فيا لهذا العجب ويا لهذا الغباء! وستتعجب أكثر عندما تجد أخوين متخاصمين لتشاجرهما أثناء مشاهدة إحدى المباريات و أيضاً قد يصل الأمر إلى موتِ بعض الأشخاصِ أحياناً سواء مات فرحاً أو مات حزناً لفوز فريقه أو خسارته.

أيضاً عندما نغوص بأنظارنا فى مجتمعنا سنجد فكرة ظلت طوال السنواتِ السابقةِ تختطف أرواحَ الكثيرين وهى فكرةُ التعصبِ القبلى فهذا يضحك مع هذا فيألف النكات عليه وعلى عائلته فتعلو شرارة الشرِ الصغيرة التى لا تلبث حتى تصل إلى العائلاتِ فيحدث الدمارَ والقتلَ وتروح أرواحَ العشرات من الشبابِ والأبرياءِ فى هذه المعاركِ القبيحةِ التى إن دلت على شئ فما تدل إلا على الجهلِ والتخلفِ والعقولِ الصغيرة التى تشتهى الحكمةَ تمتهن الفسادَ فى الأرضِ وقتل النفسِ بغير الحقِ وتهرول إلى كل ما يغضب الله.

ومن أشد أنواعِ التعصبِ خطراً هى فكرة التعصبِ الدينى القائم على إعتقادِ هولاء بأنهم هم الأفقه فى الدينِ بل بعضهم يظنون أنهم أصحاب الدينِ نفسه وما هم بأصحابه ولو لمست رائحة الجنة أنوفهم إن الدين دين الله هو وحده العالم بما فى القلوب. فلن أقول التعصب مع غير المسلمِ بل سأقول تعصب المسلمِ تجاه أخيه المسلم فنحن كمسلمون وصلنا إلى أقصى درجاتِ التعصب وهى أننا أصبحنا نكفر بعضنا البعض وصلنا لمرحلةٍ مشينةٍ حيث ظن كل من حفظِ القرآن ورتله أنه له الحق فى التهكمِ والتطاولِ على العلماءِ الأكبر سناً فنجد شاباً مراهقناً فتح الله عليه بحفظِ القرآنِ لكنه ينتمى لجماعة معين فيظن أنه أنتمى للصحابة مثلاً فيحق له التهكم على علماء يمتلكون أضعاف عمره وأكثر فلن نقنع الغير بديننا ما دمنا نحن نهين بعضنا البعض.

وأخيراً إن التعصبَ بجميعِ أنواعه وأشكاله لا يؤدى إلا إلى المرضِ الجسدى والنفسى والعقلى. فقط يفت عظمَ هذا المجتمع الهش بطبيعته فليعمل كل واحدٍ لغيره قبل نفسه وليعمل غيره له ولنكن جميعاً على قلبِ رجلٍ واحدٍ فقال تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”صدق الله العظيم.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6315 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.