الجمعة , 29 مارس 2024

وفاء أنور تكتب: هل وجدت شبيهك ؟!

= 2246

أمسَكت بيديه ، وعَبرت الطريق ، وكأنها تلملم له فى كل خطوة تسير فيها إلى جانبه شتات نفسه الحائرة ، وتضمد له جراحه الدامية ؛ فنفسه المعذبة لم يكن يرها أحد غيرها . إنها لاتعلم أن عبورهما معًا كان يمثل كل تلك المعانى النبيلة . لقد كان يشبهها كثيرًا إلى الحد الذى جعلها تشعر بأن لهما عالمًا نقيًا لايعلم أسراره غيرهما . حملت عنه بلمسة يدها الرقيقة تلك المحن ، وألقت بها فى قاع اللاعودة.

نظر إليها متعجبًا ومتسائلًاً من أنتِ ؟! كيف استطعتِ أن تحمليننى من بين تلك الأمواج العالية كأم حانية سبحت فى بحرٍحالك الظلام ؛ لتنقذ وحيدها لعلها تصل به إلى منطقة الأمان ؟ ماالذى جعلكِ تختلفين عن غيرك ؟ هل لكِ قلبًا يشبهنى إلى هذا الحد ؟! أم أننا أتينا من زمن بعيد وكتب لنا أن نلتقى وسط مخلوقات غريبة تعرف باسم البشر ، وهم فى حقيقة الأمريفتقرون إلى كل ماتعنيه كلمة الإنسانية من معنى لقد تخلوا عنها طائعين ، فماتوا وهم مازالوا على قيد الحياة.

ثم دار فى رأسها حوارًا عندما أمسكت بيديه وهى تعبر الطريق نعم لقد انتبهت فجأة وأرادت أن تفسر مايحدث لحظتها إنهما يسيران كطفلان مغتربان وسط الزحام يجهلان مصيرهما بعد أن ضلا الطريق . كانت قبضة يديها على يديه تبعث له كل رسائل الأمان وكأنها تهمس إليه قائلةً :إياك أن تجعل يداك تفلت من يدى وتوضح ثانيةً له حين تقول : إن من يسيرون إلى جانبنا لم يكونوا أبدًا مثلنا.

إياك أن تبتعد فإننا لو ابتعدنا سنهلك لامحالة . تذكرا معًا ، وتأكدا بأن طريقهما أصبح واحدًا وأن مصائرهما تكاتفت حين تساوت المشاعر ، وتوحدت الرؤى وعندها لم يتسابق أحد منهما ليقول الرجل أقوى أم المرأة ! فأمام الصعاب تتلاشى الاختلافات ، وفى وقت المحن تذوب المتناقضات.

استمرا فى طريقهما سائران بقلب طائر رقيق وسط وجوه ماتت فيها البهجة وقلوب غادرها الإحساس الصادق فوسط الزحام لن يوجد تراحم أبدًا . الكل يريد أن يعبر أن يسبق أن يصل قبل الآخرلايهمه أن يسحق مَن حوله ، ولايعنيه أن يجرحهم ، ولايؤلمه أن يعذبهم ؛ فغايته دائمًا تبرر وسيلته.

قد يغنينا شخص عن عالم يختلف عنا . ولايغنينا عالم بأكمله عن شخص يشبهنا.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7150 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.