الجمعة , 26 أبريل 2024

د. إلهام الدسوقي تكتب: عيد بالكرياتين..!

= 1702

في الصباح الباكر من أول أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركات وفي غمرة الفرحة بالتقاليد من مثل البسكويت والرنجاوية والاستعداد لمحادثات تلفونية طويلة مع الأهل والأصدقاء، قررت أن أسلي الوقت بمشاهدة آخر الحلقات من مسلسلات استمر عرضها على مرأى ومسمع المصريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى لمدة شهر كامل.

بدأت بالقناة الأشهر ذات السمعة الطيبة لأشاهد اللقطة الأهم في المسلسل فوجدتها عويل وبكاء بلا معنى ولا روح حيث تدعو أهلنا في أقاصي الصعيد للسخرية والضجر والتذمر، وفي نفس الوقت لإظهارهم بمظهر العبيد تحت يد السيد الجبار بلا إرادة وعند انتفاضتهم يحملون المشعل كما أهل الجهل بلا أي سلاح من العلم والعقل، ففضلت تغير القناة فهو يوم عيد لمتابعة آخر لأجد أهم المشاهد وقوات الشرطة تنهي حياة أحد المجرمين بطريقة وحشية لا تليق بعمل عسكري مدروس منظم، وكأن عقول المشاهدين مغيبة عن الواقع مع افتقار لأي خطط عسكرية توضع لاقتحام مكان ما.

ترددت في نفسي فهل استمر أم أغلق هذا الباب وذكرت نفسي بأن مثل هذه المشاهد تتشبث بقوة في عقول المشاهدين، ودائماً ما تكون نهاية المسلسل المحدد للحكمة من وجوده وتضع السلوك الأصح الذي ينتصر في النهاية، ولكن بهذه الطريقة استمر الخطأ والحزن والبلطجة في سيادة على مدار ثلاثين حلقة لينتهي في ثانية فأين المغزى منها.

قررت أن أبتعد نهائياً عن هذه القنوات بما تحمل من نوعية معينة من مسلسلات العنف واتجهت لأحد المسلسلات الاجتماعية لأجد أبشع ما تراه العين ويغرس خنجر في القلوب، فعندما يقوم أحدهم بخنق وقتل أقاربه بدم بارد في مشهد يوحي بأنها من الأمور العادية التي من الممكن أن يفلت صاحبها من العقاب.

أصبت بالاكتئاب من مشاهد تزرع العنف والتكبر والغرور في المجتمع وتبعد عن إعمال العقل والعلم معاً؛ فقررت مشاهدة الحلقة الأخيرة لنجم أمتعنا بغموض مسلسلاته للحظة الأخيرة فوجدت وجوه ما بين الموت والحياة ولها قدرات خارقة على الهجوم ولم يتوصل العلم لسبب الظاهرة أو علاجها وبالرغم من صعوبة تصديق الحدث غير العقلاني بالمرة والذي لا يخضع لأي مراجعة علمية فقد أكملت للنهاية، لأستفيد بمعلومة لم أدركها على مدار سنوات ألا وهي الذهاب سريعاً للكوافير لحماية نفسي وعمل شعري بالكرياتين فالفيروسات تهابه!

أخيراً، قررت إطفاء الأنوار لعل الظلام يمحو الذاكرة فأنا أحب الشعر الكيرلي.

———–
* خبيرة السلوك المهني.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3670 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.