الخميس , 25 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: لمن سأهديها ؟!

= 3905

ويحدث أن يدخل إلى حياتك شخص واحد . يملك مفاتيح سعادتك دون غيره . فى وجوده تعود إليك الحياة ، وبغيابه تغرب شمسك عن الوجود . هذا الشخص الذى أصبح بضعةً منك حين قرأ ماجال بخاطرك دون أن تدرى . حين سكن بين أضلعك كقلب خلق من جديد نابض بالحياة مملوء بالأمل لأجلك أنت . شخص قرر أن يمنحك كل مالديه ، وهو فى تمام الرضا عن ذاته . تعود المنح ، ووجد فى ذلك كل ما يحقق له سعادته ! اكتملت لديه كل معانى الإنسانية يوم أن تعلم وأدرك . يوم أن قرر أن يستمد سعادته من إسعاده للآخرين.

تعود أن يعطى عطاء الزهاد . سما فوق متطلباته ، وقرر أن يمنح الجزء الأكبر من وقته لأصدقائه ، وأحبائه ؛ فهم حاضرون فى مخيلته دائمًا لا يغادرونه أبدًا مهما شغلته عنهم أمور دنياه . قرر أن يكون مثاليًا وسط عالم ضاعت فيه الكثيرمن القيم وأولها الإيثار . صنع من ابتسامته قناعًا خبأ خلفه كل أحزانه ؛ لأجل إسعاد غيره . مد يده بالخير ، فمسح دمعة باكٍ احتمل من الهموم ما لايطيقه بشر. ربت على كتفٍ مثقل بالآلام . فهم لغة عين ٍأبت أن تفصح عما بداخل صاحبها ؛ فأدرك هو فقط كل معنىً دون غيره.

أحيانًا تتمرد نفسى علىّ قائلةً : لقد أرهقتنى بحساسيتك المفرطة ، واهتمامك الزائد بالآخرين .كُفى عن هذا لقد تعب القلب منكِ ومعكِ بمشاعر لم تترجم بعد . مشاعر لم يوجد لها قاموسًا فى عالمنا. تسعى نفسى جاهدةً لإثارة مخاوفى قائلةً : ياعزيزتى قد يسأم البعض ، أو يملُ هذا الاهتمام ، وقد لايستحق البعض الآخر كل ذلك . أتركها تتحدث طويلًا ؛ لتستريح هى من عناء الشكوى ، وأستريح أنا من عودتها للحديث مرةً أخرى ، وحين مللت من التكرار قمت بالرد عليها رد الواثق المطمئن كفاكِ فمهما تحدثتِ لن أتغير أعلم ما أفعله جيدًا ، وأدرك عاقبة أمرى ؛ فمن حفظ لى صنيعى منهم سأتزين به ، ومن أنكر صدق إحساسى ، وآثر البعد ؛ فليذهب دون أسفٍ مني عليه.

إن أردنا أن نعبرعن محبتنا لأحدٍ ، فبأى عاطفة سنعبر؟ وأى منها ستقوى ، وتتغلب على الأخرى؟ فى البداية توقفت عند هذا السؤال كثيرًا ، وفى لحظة تأملٍ جال بخاطرى تفسيرٌ لهذا الأمر ، فوجهت إلى نفسى هذا السؤال: ماذا تعنى الأمومة؟ فى اعتقادى أن الأمومة هى تلك العاطفة الجامعة لكل المشاعرالإنسانية؛ فالأم هى الصديقة المخلصة ، وهى الحبيبة التى لن تتغير . هى المتسامحة إلى أبعد الحدود .

عاطفةً الأمومة هى التى خضعت لها باقى العواطف ، وطافت بمحرابها جميع المشاعر الإنسانية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2572 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.