أجمعَ العُلماء على أنّ حُكم صلاة التراويح سُنّة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا عِبرة بالأقوال التي تقول بغير ذلك؛ لأنّها شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، وتُصلّى في كُلّ ليلة من ليالي رمضان؛ فلا يتحصّل قيام رمضان إلّا بقيام جميع لياليه، وممّا جاء في فَضل صلاتها أنّها سبب في مغفرة الذُّنوب؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ)، كما أنّ من صلّاها مع الإمام وبقيَ معه حتى ينصرف، كَتب الله -تعالى- له أجر قيام الليل جميعه، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ).
والتراويح، جمع ترويحة، أي ترويحة للنفس، أي استراحة، من الراحة وهي زوال المشقة والتعب، والترويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقة، وسميت الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة للاستراحة، ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازًا، وسميت هذه الصلاة بالتراويح؛ لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحة.
وعن كيفية صلاة التراويح في البيت، إنها كغيرها من الصلوات، حيث يستقبل المصلي القبلة ويبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام، ويقرأ دعاء الاستفتاح سراً، ويكمل الركعتين كالمعتاد ويسلّم، ثم يبدأ من جديد ويفعل ذلك في كل ركعتين من صلاة التراويح، ويتم استكمالها إما بثماني ركعات أو 10 ركعات أو حتى 20 ركعة وفقاً لما يستطيع، فلا حرج في ذلك.
أما بالنسبة للقراءة فى صلاة التراويح رأى الحنفيّة، والحنابلة أنّ من السنّة خَتم القُرآن في صلاة التراويح، وذلك لتحقيق سماع القُرآن كاملاً في صلاة التراويح، في حين يرى المالكية، والشافعية استحباب ختم القُرآن في صلاة التراويح، وتجوز للإمام قراءة سورة واحدة في جميع صلاته وإن كان ذلك بِخلاف الأولى، وقد ذهب المُعاصرون، ومنهم الشيخ ابن باز إلى أنّ الأمر في ذلك واسع؛ إذ يجوز للإمام أن يقرأ ما شاء من القُرآن بشرط عدم الإخلال بصحّة الصلاة، ومُراعاة أحوال المُصلّين، وإن كان الأفضل خَتم القُرآن في الصلاة.