الجمعة , 29 مارس 2024

كبسولات مهدئة: فرصة تانية…تكتبها رشا صيرة

= 14057

 

“ابتعد عن الأشياء المزعجة لتعطى للأشياء الجديدة فرصة ان تدخل حياتك “(جاك كانفيلد).

أغلب الأشخاص اللى ممكن تتكلم أو تتعامل معاهم في حياتك بتكتشف وأنت بتكلمهم أنهم عندهم أراء ثابتة في التفكير وممكن توصل أنك تحس أنها صلبة وفى أحيان تانية بتكون جريئة ،وده مش نتيجة وعى كامل وخبرة ولكن هي أراء أسسوها خلال سنوات وبنوا عليها قاعدة وأساس اى مصدر معلومات عندهم ….

لو رجعنا بالزمن وأفتكرنا نفسنا وأحنا أطفال هنلاقى ان كل واحد وهو طفل كان بيدور على كل حاجة في الحياة ،ومتلهف أنه يعرف أي جديد وكان بيراقب كل شيء في العالم إللي حواليه بشغف ، كل شيء كان لازم يسأل عنه ومن كل سؤال كان بيخرج منه لسؤال تانى ، كل الأسئلة والإجوبة كانت بتشكل عالم جوه عقولنا وبيبنى جوانا ثوابت من المعتقدات والأفكار …

ومع الوقت الطفل بيبدأ يكبر وبتزيد مصادر المعرفة حواليه ، وبيعتمد على رؤيته وأفكاره، فبتقل أسئلته وبيبدأ عقله ينغلق بمرورالوقت وبيوقف عند نقطة معينة بيحس عندها أنه يعرف كل شيء محتاج أنه يعرفه وبتصبح أراءه ثابتة ومحددة وده بيحصل لانه بيخاف ان معتقداته تتعرض للأهتزاز ولو أستمر على الوضع السلبى ده هيعمل دفاع على أفكاره ويغطى على مخاوفه.

وعلشان نغير الوضع السلبى ده!
لازم نبدأ نسمح لعقل الطفل بتاع زمان انه يرجع تانى ،الطفل إللي كان بيملك الحرية في التجربة والأنفتاح بدل الأنغلاق وكان عنده فضول يعرف ويتكلم كل شيء.

لازم نحررأفكارنا ومعتقداتنا إللى ممكن تتغلب علينا وعلى آرائنا ،ونبدأ نغير من رؤيتنا لأى رأى مش مقتنعين به، ونسمع الناس المحيطة بنا بأنتباه أكتر ،وان اى شيء بيمر قصاد عيونا انه يكون مصدر أننا نتعلم منه ،حتى الكلام التافة إللي ممكن يخلينا في حالة غضب خلال نقاشاتنا مع أصدقائنا ، هنعتبرأن كل شيء جديد غامض بالنسبة لنا علشان نقدر نتصرف تصرف تانى غير إللي أحنا متعودين عليه ،وندي لعقلنا فرصة تانية أنه يستجيب لأى تغيير.

دايما لما بنركز رؤيتنا على الشئ اللى قدامنا وبس بنحرم نفسنا أنها تشوف ما وراءالشئ، والخوف بيقيد تفكرينا وبيمعنا أننا نفكر فى المستقبل وبيحصر تفكيرنا فى كل شئ مباشر فى كل لحظة بنعيشها فى الحاضر …

لكن …إذا قدرت لحظة الحاضر واستغلتها هيكون عندك نظرة أبعد للمستقبل بتخليك تعرف قدرتك على التعامل مع إللي بيناسب رغباتك وهتقدر تتخذ القرار السليم فى الوقت الحاضر ،هتعرف أيه الصراعات إللي ممكن تتجنبها لانها هتبعدك عن أهدافك ، وأيه الأخطار إللي ممكن تتعرض لها وتبقى مستعد لها، وكل الأخطاء إللي أرتكبتها أو أخطاءالأخرين، وهيكون عندك توقع مسبق لها، وهتساعد نفسك أنك تتجاهلها ،يعنى كل خططك عن المستقبل هتنفذها فى الحاضر وكل شئ سلبى هتقدر تنتصر عليه جواك وتغيره فى الحاضر وهتطلع به المستقبل بشكل إيجابى.

الفرصة التانية ….هتخليك تغير نظرتك للناس بأنك تشوف أفعالهم وتسيبك من كلامهم ونواياهم ، الحياة لعبة وكل واحد له مبرراته علشان يكسب اللعبة وأنت لو ركزت فى النوايا وفضلت تحلل أنها خبيثة ولا طيبة هتخسر اللعبة.

لو هتأخد الفرصة التانية …..وهتتغير وهتفكر بشكل واقعى هتفهم ان الخداع والتلاعب طبيعة إنسانية وكتير إللي بيستخدمها علشان يوصل لأهدافه وطالما أنها مش طريقتك ولا أخلاقك يبقى بلاش تركز مع إللي طريقتهم كده، ولا تحاول تقرأ إللي جواهم وتنتقد تصرفاتهم لأنك هتحمل نفسك هموم وهتفقد التعامل مع إللي أحسن منهم ، وهتفسر كل تصرف بشكل تانى غير إللى جواهم!!

يعنى إللي هيمدحك هتفتكره بيحسدك أو بينفاقك … وإللي بيتقرب منك هتفتكره بيقرب علشان مصلحة!

ركز مع التفاصل وكل الأفعال إللي بيعملوها فى حياتهم اليومية وقرارتهم ،شوفهم من قريب بس من غير عدسة العواطف … لأن العواطف بتغير النظرة وبتخلينا نسيئ فهم الأشياء.

علشان نشوفهم صح هنحتاج نبعد عن عواطفنا إللي ممكن تخلينا ننحاز لآرائهم ونصدقها ومش هنقدر نحكم عليها بموضوعية.

وكمان نبعد تفكيرنا من ردود افعالهم تجاه افعالنا، وتقديرهم لكل شئ بنعمله… لان ده دايما بيخلينا عايشين فى قلق وتوترفبدل ما تهتم بأفعالك وتحسينها لنفسك ! تعيش فى قلق من ان كل اللى بتعمله ما يعجبش الناس فتدمر اعصابك وتزود من حجم المك ومعاناتك.

لوهتستغل الفرصة التانية ….

يبقى لازم تعيد بناء نفسك وتركز قوتك على نفسك ، وأعمل تقييم لتصرفاتك وأسأل نفسك يا ترى ممكن أتصرف تصرف تانى أحسن ؛ وفكر فى الصراعات إللي دخلتها وأنت بتتعامل مع إللي حواليك ….هل كانت ضرورية ؟!وكل المواجهات فى كل شئ بيقف عقبة فى حياتك ،كان نافع ولا ضرك ؟!

لما تسأل نفسك الأسئلة دى هتخفف عن نفسك الضغط وهتبدأ تتكيف وتغير من تصرفاتك وهتقرب أكتر من الواقع ، وهتمتلك قدرة على مواجهة اى حد كان بيقف فى طريقك وكنت بدل ما تواجهه كنت بتهرب منه ، وهيكون عندك توازن فى حكمك على الأمور هيخليك فى وضع نفسى هادئ فى الوقت إللي هيكون فيه إللي حواليك فقدوا توازنهم لأنك هتكون أتعلمت أيه الأحداث إللي مفروض عليك تتأثر بيها، والأحداث إللي عليك تراقبها من بعيد وهتتعلم الحكمة منها من غير ماتدخلها حياتك.

لو الحياة منحتك فرصة تانية ….
شوفها صح …. جربها ….ألمسها ….
عيشها فى كل لحظة.

“الحياة هى الحضور الواعى…وفهم الأولويات والقدرة على التفرقة بين المهم والأهم…فلا تنفق عمرك هباء!”
(إيرما بومبيك).

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة| عقدة النقص … تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 16390    لما بنلاقى حد بيفتخر بحاجات عنده ، وبيألف قصص نصها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.