السبت , 20 أبريل 2024

رجاحة عقل ..!

= 1495

بقلم: عادل عبد الستار العيلة

أولاً. . . قدر لي وأنا في أحد المحالّ أن تأتى سيدة وتشترى تورتة، فقالت لها من كانت بصحبتها (وبأسلوب نسائي واضح ) ألم يكن الأفضل أن يشترى زوجك هو تلك التورتة لعيد زواجكما، فنظرت لها تلك السيدة مُبْتَسِمَة وقالت لها، هو لن يشترى لأنه لا يهتم بمثل تلك الأمور وهذا سوف يغضبني فوجدت أنه من الأفضل أن اختصر الأمر وأشتريها أنا وأفرح أنا وهو أفضل من أن أغضب أنا وهو..

حينها تذكرت ما قد تعلمته من الطب النفسي وهو أن إدارة الحياة الزوجية والأسرية ليس شرطا أن يُديرها الزوج أو الزوجة ولكن الأكثر وعيا والأكثر نضجاً والأكثر إدراكاً عليه تلقائياً أن يقوم بهذا لتسير الحياة، وفي نفس الوقت عليه أو عليها إصلاح الطرف الآخر وحسه وتشجيعه أن يقوم بما هو مهمل أو مُقصر فيه.

أَحْيَ تلك السيدة المستنيرة حقاً، وأدعو لها بظهر الغيب أن يوفقها ويسعدها.

ثانياً. . . أخبرتنا إحدى السيدات بأنها انتظرت يوم عيد زواجها أن يأتي لها الزوج بإحدى الهدايا الرمزية ويقول لها كل سنة وانت طيبة وكانت في أشد الاحتياج لهذا. . ولكن هذا لم يحدث وتعامل الزوج مع الأمر وكأنه لم يكن، فحزنت الزوجة لدرجة إنها فكرت بجديه أن تتصل بأحد أصدقائها كي تسمع منه جملة كل سنه وأنت طيبة! !

لا شك في أن هذا الذي فكرت فيه خطأ فادح وخيانة غير مقبولة، والحمد لله أن هذا لم يحدث ولم تتصل، ولكن أذكر تلك الواقعة رغم رفضنا التام لهذا الفكر لأوضح أن هناك من السيدات بتكون في أشد الاحتياج لتلك الأمور البسيطة التي ربما نراها نحن الرجال أمر تافه لا يستحق الوقوف عليه أصلا.

ثالثاً. . أيها السادة. . على الزوج أن يكون منتبها لتلك النقاط البسيطة، وعليه أن يعرف أن السيدات تنقسم إلى قسمين. . فهناك من هي ليست شغوفة ومشغولة بمثل تلك الأمور بالدرجة التي تسبب لها ألماً أو توتر وتنظر للزوج بشكل عام وتقول في نفسها إن هناك شيء يعوض شيء، وهناك نوع من السيدات هذا الأمر يمثل لها قيمة كبيرة وتشعر بالاحتياج الدائم له خصوصا في مناسبات مثل تلك..

وهنا على الزوج أن ينتبه ويراعى تلك الاحتياجات خصوصا وإنها احتياجات مشروعه ومنطقية، لأن الخطورة تأتى لو تزامن هذا الاحتياج مع درجة من درجات الاضطراب عن الزوجة (مثلا حضرتك بدخن وصديق عمرك لا يدخن فلابد أن تعلم أنه لديك درجه من الاضطراب دفعتك للتدخين وصديقك ورغم مصاحبته لك إلا إنه لم يدخن)..

وهكذا الزوجة إذا تزامن هذا مع وجود درجة من الاضطراب يمكن أن يدفعها هذا إلى ارتكاب بعض الحماقات على الرغم إنها في أصلها ليست سيئة ولكن الإهمال مع درجة الاضطراب دفعوها لهذا.

أخيراً. . . أقول كلمة لمن هم على شاكلة هذا الزوج. . . إن الحب والرومانسية المتبادلة بين الزوجين وتبادل الاهتمام إنما هو بمثابة الماء الذي يروى شجرة الزواج ويُزهر أوراقها. . . أيها الأزواج أمور بسيطه ولكن دونها تحدث أهوال.

حفظ الله بيوتنا. . حفظ الله مصر. . أرضاً وشعباً وجيشاً وَأَزْهَرَا. . وسائر بلاد المسلمين.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1618 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.