الجمعة , 29 مارس 2024

داليا جمال تكتب: مفاتيح الجنة .. والنار!

= 7134

فجأة. . استيقظ المصريون من نومهم كعادتهم كل صباح، فوجدوا فئة منهم يملكون مفاتيح الجنة والنار!

قرروا إطلاق سراح أفكار الداوعش بداخلهم وهات يا تكفير فيمن توفي من خلق الله!

وانهمرت علينا سيول من الأحكام بالكفر أو بالإيمان علي من توفاهم الله من عباده! وفقا لأهواء أسيادنا الذين قرروا أن ينازعوا الله في ملكه، بتحديد مصير خلقه بعد موتهم نيابة عنه! مين معاهم يدخل الجنة؟ ومين مش علي مزاجهم فيدخل النار!

هذا ما حدث حرفيا. . بعد أن خرجت علينا فئة غريبة من البشر ادعوا ببجاحة شديده، ووقاحة أشد أنهم ملاك خزائن الجنة والنار وأن مفاتيحها بأيديهم، يملكون صكوك الغفران، ومفاتيح أبواب الجحيم. . دون أن يقدموا لنا دليلا واحدا على أنهم وكلاء لله في الأرض! يحملون توكيلا بممارسة اختصاصات الخالق فيحكمون على خلقه في ملكه فيكفرون من شاءوا ويمنحون صفة الإيمان لمن رضوا عنهم!

قنبلة الخناق والجدال انفجرت بعد وفاة الكاتبة نوال السعداوي، صاحبة الكتابات والآراء المثيرة للجدل، البعض كان مؤيد لفكرها وكتاباتها والكثير عارضها وهذا حقهم. . أما مصيرها بعد أن توفت فهو لا من حق المؤيدين لها ولا للمعارضين لأنه في علم الله علام الغيوب فقط.

وياريت نغلق ماسورة الخناقات التي انفجرت على السوشيال ميديا، من ناس متعلمة ومحترمه تقسم بأغلظ الأيمان أنها في النار، وناس ترد عليهم يمين على يمينهم بأنها في الجنة، ورجال دين تدافع ورجال دين تهاجم والسيدة التي في ( ذمة الله ) أصبحت مادة للافتئات علي الله!

وأؤكد لحضراتكم. . ولكل واحد عامل نفسه عليم بالغيب، إن أنت نفسك ماتعرفش مصيرك أصلا إن كنت من أهل الجنة أم النار! فياريت كل واحد يلم نفسه تشويه ويشرف له تسليه غير مصير الأموات، فللموت قدسيته. . والأرواح علمها عند الله.

وياريت نفهم رد فضيلة الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه والشريعة بجامعة الأزهر حينما قال بعد وفاتها: لا مدح ولا قدح، ولا ننازع الله في اختصاصه، وما الحكم إلا لله وقد كتب على نفسه الرحمة، وله من موازين الحساب ما لا يعلمه بشر. رحم الله الدكتورة نوال السعداوي من أحكامكم. . وعاملها بفضله ورحمته وكرمه.

————
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6880 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.