الخميس , 25 أبريل 2024

رهام ناصر تكتب عن: الخيانة المشروعة!

= 2613

Reham Nasser


"وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ"..هكذا كان الأمر الإلهي لنا في سورة الأنعام ..ومع ذلك ضللنا حين طغت المصلحة وساد مبدأ الاستفادة الشخصية على المثل العليا والمعايير العامة للأخلاق .. لنلصق بمن يخالفنا ولو حتى في الرأي تهمة الخيانة..

كم أحسد سذاجة اﻷطفال أو تلك النسوة اللاتى يشبهن  جداتنا الكبار .. لم يلوثن حتى تختلط عليهن تلك المعانى المقززه لفطرة النفس .. و قد احترت .. من منا لم يقع بالخيانة و لو لمرة.. كثير منا لا يلقى بالا لما حدث أو قد يحدث .. و هناك من يقع في براثن تلك المعارك الضارية بين النفس و النفس اللوامة .. واﻷسئلة الشائكة ليدور بدائرة الشك المهلكة .. والتى قد تنتهى الى العدم والضياع أو اليقين و الثبات لمن حالفه حظ ..

هذه التقلبات المتناقضة للأحداث فى الفترة اﻷخيرة وسقوط كثير من اﻷقنعة لمن حولى .. منحني مساحة كبيرة لأمارس كل ما خشيت يوما فعله وأواجه وجهى الآخر والذى أخشاه بمرآة الذات .. فقد بت وحيده بعالم ملىء بالصور تحكى بصمت عن ذكريات ذات رائحة غريبة..بينما كان هو الزهرة الوحيدة الجميلة بكل هذا العالم القبيح …  

تحاورنى نفسى ماذا كنت قبله .. و ﻷى صنف من النساء انتميت .. لم أعرف حقيقة معنى الانتماء أو الانتساب لشخص أو لقلب يحاورنى .. أعتقدت بأنى أمارس الانتقام من الجنس اﻵخر بزهو حين يقع أحد منهم راكعا أمام غرورى محاولا استرضائى .. و لم أرض .. دائما كمن تعانى من النقص .. ألقى بسهام عينى و أخضع الكلمة.. بأصطناع البراءة الزائفة حتى تزيد لائحة الانتظار .. ولم أخسر ..

فقد ظل خيالهم يفتش عنى.. ولم يجدوا منى الا هروبا بنشوة الانتصار … كنت أمارس خياناتى المشروعة .. بلا اكتراث .. ولم يقلق مضجعى بالحنين لأى منهم .. حتى عثرت به..على صفحة سياسية لمناقشة جدالية بينى و بينه .. تفوق عليا بكل كلمة وسرد .. بكل ثقته .. و غروره .. بكل ما أمتلكه منى حتى ذاكرتى … فقد اختفت و صارت كلها هو .. فبت أتلعثم خجلا كصبية بأنوثتها المبكرة تتبادل الحديث مع آخر .. كلما حاورته … و بتناقض .. آخر .. شيبت حتى ظننت نفسى إحدى القواعد من النساء الزاهدة الدنيا كلما غاب هو أو لوح باﻷفق شبح الفراق !

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 4568 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.