حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تكتبها: هبه سلطان
يحكى أن فى سالف العصر والأوان طفل أسمه بندق،يعيش مع والديه فى بيت صغير،وكان والده يمتلك فرن صغير،يصنع فيه الفطائر،وكانت الشمس تستقيظ على رائحة فطائر والد بندق..
يذهب بندق كل صباح مع والده إلى الفرن،يساعده فى إعداد الفطائر، يقوم بندق بإعداد العجين ويعطيه لوالده، يشعل والد بندق النار،يدخل العجين الفرن، يستوى العجين،ويصير فطيرة..
عجينة تلو الأخرى، فطيرة تلو الأخرى، حتى يبيع والد بندق كل ما صنعه من فطائر،يعود بندق ووالده إلى منزلهما ليلا،فرحين بما قاما به.
استمر الحال يوميا، يستقيظ والد بندق كل صباح ويأخذ بندق ويذهبا إلى الفرن، وتستقيظ الشمس على رائحة فطائروالد بندق، يقوم بندق بإعداد العجينة، ويقوم والد بندق يتصنيعه..
وذات يوم شعر والد بندق بالتعب، وقال لبندق: لقد تعبت وأشعربالمرض،ووالدتك لا تستطيع القيام بأعمال الفرن،شعر بندق بالقلق، وأخذ يفكر،ثم قال
سأذهب يا والدى إلى الفرن، وأقوم بصناعة الفطائر، لا تقلق..
استقيظ بندق، وذهب إلى فرن والده، وبدأ بإعداد العجينة، وقام بإشعال الفرن، وفى اللحظة التى استعد فيها بندق لوضع العجينة داخل النار، سمع صوت يقول له: أرجوك لا تضعينى فى النار، ارجوك، شعر بندق بالخوف، وأخذ يبكى ويبكى، التفت يمينا ويسارا، ليعرف من المتحدث اليه، لكنه لم يجد أحد
استعاد بندق قوته، ووعيه، وبدأ يعمل مرة أخرى،ليعود الصوت مرة أخرى، أرجوك لا تدخلنى النار، رفع بندق صوته عاليا وهو يستجمع شجاعته وقال من المتحدث؟
قالت العجينة أنا يا بندق، أنا العجينة التى ستدخلها النار.
قال بندق: لماذا ترفضين دخول الفرن، فبعد دخولك تصيرين فطيرة جميلة، يحب أكلها الصغاروالكبار.
قالت: نعم، لكن هناك أطفال جائعين لا يستطيعون شرائى بعد أن اصير فطيرة،أنظر اليهم يا بندق، إنهم يقفون أمام باب الفرن، لا يملكون ثمنى، فلا أستطيع دخول النار، ولا أطعم هؤلاء الأطفال.
قال بندق: عندك حق أيتها العجينة،أصنعك فطيرة، ثم أعطيك لهولاء الأطفال، وأطعمهم،وباقى الفطائرأبيعها.
وافقت العجينة، وصارت فطيرة،أعطها بندق للأطفال، فرح الأطفال بالفطيرة، وفرح بندق، عرض بندق على هولاء الأطفال أن يساعدوه فى صناعة الفطائر، سعد الأطفال بهذة الفكرة،وقاموا بمساعدة بندق.
زادت العجائن، وزادت الفطائر، زاد رزق بندق، وزاد رزق الأطفال،اشترى بندق منزل جديد وكبير، عاش فيه مع والديه، واسكن معه الأطفال، وكتب على الفرن لافته كبيرة بندق صانع الفطائر.
