أصـبحت مُـتغيبًا لـسبعةِ أشـهر، و قلبي مـن الاشـتياق يـكادُ يـخرجُ مـن بيـن ضلوعي راكـضًا إلـيكَ، أقـضى مُـعظم أوقاتي بـين الحـقول المجـاورة للمـنزل، أبـحث عنـك وسـط الـطبيعة الـهادئة بـعيدًا عـن جـلبةِ الـمدينة، أو أجـلسُ في مـكتبة الحـى بـين الـروايات و أبـيات الشـعر أُوهِـم نـفسى بـواقع حـالمِ مـعك.
واليـوم عـند مجيئي للـمكتبة كـانت الأمينة تُـعيد تـرتيب الكـتب وتـمسح الغـبار مـن أسـطُح أغـلفتها فنادتني لمـساعدتها، فـتقدمتُ نـحوها وبـدأتُ في التـقاط الـكتب، فـتطايرت ورقـة من كـتابٍ، أمـسكت بـها وإذا بـها كـلمات مـن قصـيدة لنـزار القباني «أحـبيني بـعيدًا عـن بـلاد القـهرِ والكـبتِ بـعيدًا عـن مـديتنا التي شـبعت مـن المـوتِ»..
لا أعـلم لكـن عـندما التـفتُ للورقـة وبـدأت في قـراءة كـلماتها بعيني تمـثلت صـورتك أمـامي وكأنّي تـلقيتُ تـلك الـكلمات بـصوتك أنـت، و كـأن تـلك الحروف تروي قـصتنا، وكـان يـتوجب حـضورك.