السبت , 20 أبريل 2024

بنحب ليه؟…الحلقة الثانية (معاناة الحب)…تكتبها رشا صيرة

= 3894

(لا يبدأ الحب وينتهى كما نتصور ، الحب معركة ، الحب حرب ، الحب نضوج لا نهاية له
الحب يتطلب أن نتخلى عن دروعنا وأقنعتنا التي نخاف ان نعيش بدونها ) جيمس ارثر بالدوين.

ومن العدسة الوردية بنلاقى نفسنا فى مرحلة التفكير الاستحواذى المفرط فى المحبوب وهو معروف لدى علماء النفس باسم التفكير المقتحم ….يعنى ببساطة بتبقى مش قادر تخرج حبيبك من دماغك ! ودايماً بيبقى جواك سؤال هو انا ليه مش قادر ابطل أفكر فيه ؟!

وفى ناس كتير دايمًا بيستحوذ شعور التفكير فى حبيبهم عليهم رغم وجودهم فى عملهم أو مع بشر تانيين وكأن الاستحواذ بيسيطر عليك الوقت كله،
وهنا هتلاقى نفسك واقع فى الحب وملسوع من لهيبه وفى ناس بتظهر عليهم أعراض لكده بتظهر على جسمهم زى الارتباك والتلعثم فى الكلام وأحمرار الوجه أو رعشه فى جسمه أو دوار أو أضطرابات فى المعدة أو سرعة فى التنفس أو لغبطة فى ضربات القلب وممكن تلاقى ناس بتفقد الشهية أو انعدام النوم..

ولكن الحب شعور رغم انه ممكن يكون يطلع بصاحبه فى أعالى السحاب وممكن بردو يهبط بيه مرة واحدة إلى سابع أرض وده لما تبدأ تهتم بحبيبك زيادة عن اللزوم وتخلق منه شمس مش بتشوف النور إلا لما بتظهر ومش بتنام غير لما بتسمع صوته أو تشوف صورته ومعلق كل حياتك على رسالته اللى بتستناها….ومكالمته اللى لما بتسمع صوته بتغير مودك وده اللى بيخلى مزاجك لما بتغيب عنك كل الحاجات اللى أعتمدت عليها فى يومك إلى تعكير مزاجك وتغيره من النقيض للنقيض من حال الابتهاج القصوى لما الحب بيكون فى زروته الى الاحباط أو حتى الغضب لما بيتجاهل مشاعرك أو بيرفضها زى ما وصفها فريدريك إميل :

(( كلما أحب الرجل أكتر ، عانى أكتر …..!
ومن هنا بتكون محتاج الى توازن العاطفة وأنك تكون قادر تعمل أو تمارس اى نشاط من غير ما يكون حبيبك شاغل تفكيرك …لان فى ناس فى حياتهم بيربطوا روحهم بروح حبيبهم وكأنهم شخص واحد إن غاب …غابت معاها الحياة
ودايما بيكون رابط بين حبيبه واى دليل بيجمع بينهم أو علامة أو اشارة بتدل على حبيبه …

وفى ناس علشان بتحب بتغير من عاداتها واى شئ بيحبوه علشان يفوزوا بحبيبهم ….يعنى ممكن يغير من لبسه أو شكله أو يحب أو يتعلم شئ علشان حبيبه بيحبه :
(يعنى بيعيد ترتيب حياته علشان تتوافق مع حياة حبيبه)

والبعض الآخر ممكن يوصل بيه انه من كتر حبه لحبيبه بيعتمد عليه بشكل مرضى ( ويتحول كأنه عروسه ماريونيت بيحركها حبيبه بأيده)
وفى اللى بيدخل فى حالة ( التقمص العاطفى)يعنى يفرح لما حبيبه يكون فرحان ويحزن لما يلاقيه حزين أو زى ما بيقولوا فى الأغانى ( يا نعيش سوا يا إما نموت سوا)
وبعدها يوصلوا إلى مرحلة الحواجز الإجتماعية وخيبة الأمل وهى ممكن تزيد الحب لانها بتخلى الشخص يتجاهل الحقائق ويركز على السمات الاستثنائية فى حبيبه حتى الخناقات والانفصالات المؤقتة بتكون محفز للعلاقة والقصة الأشهر والأغرب كانت لشكسبير ( روميو وجوليت) العاشقان الصغيران اللى وقعوا فى عائلتين بينهم عداء تاريخى كبير….

روميو ابن العائلة الاولى وجوليت ابنة العائلة التانية ولكن روميو وقع فى هوى جوليت بمجرد لما شافها فى احدى حفلات العائلة وبعدها دخل حبهم فى سلسلة من العقبات وارتباكات سوء الفهم اللى أشعلت نار الحب بينهم ..

وفى استطلاعات الرأى بنلاقى ان ٧٣% من النساء لم يكفوا عن الحب رغم سوء الاحوال بينهم و٧٥% من الرجال ٧٧% من النساء حين تتراجع علاقتهم مع حبيبهم بيحالوا بكل قوة يرجعوا الأمور إلى نصابها ….

ومن هنا بتلاقى المحبين بيدخلوا فى مرحلة ( الرجاء والأمل) اللى بيعيش فيها العشاق متمسكين فى أمل ان تعود علاقاتهم للحياة من جديد رغم انتهائها من سنين لان الرجاء سمة من سمات الحب …

(نحن نصبح في اشد حالاتنا ضعفا وبلا دفاعات تحمينا امام المعاناة حين نحب، ونصبح في اشد حالاتنا عجزا وتعاسة عندما نفقد من نحب او نفقد حبه)
سيجموند فرويد.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 7012  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.