الجمعة , 19 أبريل 2024
الكاتبة شيرين الشربتلي

شيرين الشربتلي: “أمي” كلمة السر في نجاحي…وكلماتها تلازمني طوال حياتي

= 2453

القاهرة – حياتي اليوم

شيرين الشربتلي كاتبة واعدة وإعلامية متمرسة.. تخرجت في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، تعمل مونتيرة هواء فى التلفزيون… ودلفت إلى عالم الكتابة والأدب مؤخرا من خلال روايتها “أشباح نوايتووا” التي صدرت عن دار المٍسك للنشر، وتتواجد حاليا في جناح دار المعارف بمعرض الإسكندرية للكتاب.

عاشت “شيرين” طفولتها وشبابها متنقلة بين منطقتي حلوان والسيدة زينب
.. لذا تسكن مخيلتها ذكريات وتفاصيل كثيرة عن هذين الحيين بكل ما يكتنزان من ملامح ثرية ومعان عميقة عن حياة المصريين البسطاء.

عن هذه الذكريات تقول شيرين: لقد كانت حياتي في السيدة زينب عبارة عن حياة صغيرة داخل الحياة الكبيرة، ومن ضريح السيدة إنسابت تفاصيل حياتي، وحين أتذكر هذه التفاصيل أجدني ابتسم بلا سبب واضح..أما حلوان ففيها كل الأسرار الدفينة تحت “بيت نوايتووا”.

إلتقينا الكاتبة الواعدة شيرين الشربتلي…ودار معها هذا الحوار:

– سألتها: هل كان طموحك أن تكوني كاتبة أو روائية يوما؟

قالت: كان أكثر طموحي أن أعبر عن أفكاري عبر المواقع الإلكترونية، وأن يكون هناك قارئا يلتفت إليها، ولكن لم أتخيل يوما تجميع تلك العبارات والجمل لتكون رواية مطبوعة وكتاب يتداوله الناس.

– وهل وضعت كل مخزونك من الصور والذكريات في رواية “أشباح نوايتووا”؟
أبدا…فمازلت أشعر أن لدي مخزونا كبيرا جدا لم يخرج في هذه الرواية، ومن الممكن أن يخرج في عمل آخر أكبر منها كثيرا.

– هل ستكون رواية أيضا؟
ليس شرطا…فهناك مجموعة قصصية في الطريق…عبارة عن مواقف مررت بها في حياتي..اعتقد انها ستشكل لوحات من “الكوميديا السوداء”.

– ولماذا هذا التصنيف؟
لأنها مضحكة جدا من وجهة نظري…وفي نفس الوقت تحمل المعاني التي تعبر عن غضب بعض الأشخاص وعدم رضاهم عن الأحوال عموما…تناقض ما بين ما يؤمن به الإنسان وما يفعله.

– من الشخصية التي تقف وراء تحقيق الحلم في حياتك؟
أمي .. فهي كلمة السر التي بها تمكنت من تحويل طموحي إلى حقيقة….وقد كان أملها قبل وفاتها أن أكتب عنها قصة..لأن حياتها عبارة عن ملحمة حقيقية من المثابرة والكفاح..وفي روايتي “أشباح نوايتووا” ذكرت بعض ملامح من شخصيتها…لكنها ليست قصتها.

– هل ستخصصين لها قصة في مجموعتك القادمة؟
ربما تكون هناك قصة عنها في مجموعتي القادمة….لكن شخصيتها ستظل تلازمني في كل كتاباتي..لأنها شخصية تشكل مادة درامية ثرية عن سيدات مصر…وقد كانت أقرب أم شاهدتها تشبهها إلى حد كبير شخصية النجمة هدى سلطان في مسلسل “الوتد”.

– كيف أستقبل المحيطون بك ميلاد روايتك الأولى…هكذا فجأة وبلا مقدمات؟
من حولي اندهشوا جدا…وشعروا بأنني شخص آخر غير الذي كان يعيش بينهم….لدرجة أن أحد أقاربي قال لي: “لو انتي اللي كاتبة الرواية فأنت كاتبة كبيرة”…وكأنهم غير مصدقين أنني كاتبتها..لكن الحقيقة إن سطور أي رواية هي عبارة عن نزيف في قلب الكاتب يحتاج للخروج علي الورق ليجف، وهذا صراع غير ملموس للمحيطين بالكاتب.

– لمن تقرأ شيرين الشربتلي؟
كنت حريصة دائما على قراءة أعمال نجيب محفوظ وأنيس منصور ثم يوسف زيدان وآخرين …وأحب جدا كتب مصطفى محمود….وكنت من هواة عمود مواقف لأنيس منصور…وكتابات محمود السعدني كانت تشدني جدا.

– برأيك.. هل مازال هناك من يقرأ؟

بدون شك…رغم أن الناس أصبحت مشتتة في تفاصيل كثيرة والحياة طغى عليها الزحام في كل شيء..لكن هذا لا يمنع من ضرورة إعادة الناس والأبناء تحديدا من أمام الشاشات والعمل على تثقيفهم.

ولهذا أرى أننا مقصرين في حق الجيل الحالي…وقد لفت نظري ان بنتا مازالت في الصف الأول الإعدادي أعجبتها روايتي جدا…وناقشتني فيها بطريقة أدهشتني…ولو وجدنا من بين كل ألف بنتا واحدة أو ولدا بهذا الشكل فإننا نعد مقصرين في حقهم.

– ولماذا التقصير؟
سأذكر لك مثالا واحدا حيث دار حوار بيني وبين طالبة في الجامعة..وللأسف وجدتها بلا أي ثقافة عامة نهائيا..لأن الثقافة عملية تراكمية..ولا يمكن أن تأتي من ألعاب الموبايل ولا من صفحات الانترنت..ولا حتى من روايات الرعب.

– هل تؤمنين بالتصنيف ككاتبة ساخرة أو كاتبة رُعب كما يحدث الآن؟
أؤمن بالتصنيف…لكني لا أكتب بشكل ساخر أو كوميدي..ربما استطيع أن أكتب درامي اجتماعي بطريقة لطيفة…عندي ملكة الوصف قوية وتساعدني في السرد والتصوير الدرامي.

– هل عرضت روايتك قبل الطبع؟
بالتأكيد…عرضت الرواية وهي في مرحلة التكوين على أكثر من طرف ممن لهم باع في الكتابة والمطالعة….وكلهم شجعوني ودفعوني لنشرها..خصوصا حين علموا بأنني حولت الرواية إلى سيناريو مسلسل تليفزيوني من قبل نشرها.

– وما تفاصيل هذا المسلسل؟
المسلسل سيقع في 30 حلقة وربما أكثر.. انتهيت من كتابة 10 حلقات منها.

– ولماذا الاهتمام بتحويل الرواية لدراما تلفزيونية؟
لأنني أحب الدراما والتليفزيون….واشتغلت في هذا المجال لسنوات طويلة…وأحب الكاميرا والتصوير..وشخصيات أي رواية في الدنيا هي الألعاب التي يلعب بها الكاتب….أحب أن تتحرك ألعابي والدمى والمشاعر أمامي بكل مشاعرها وأحوالها.

– هل كان الطريق ممهدا لطباعة روايتك الأولى؟
مثل أي كاتب لأول مرة … هناك من رفض الطباعة لي …. لكن دار المِسك تحمسوا لي جدا…وحين تقدت لهم بالرواية ردوا بعد يومين فقط….وقالوا لي ان الرواية تشد القارىء من الغلاف للغلاف بدون أي ملل…وهذا في حد ذاته نجاح بالنسبة لي…حتى لو لم توزع الرواية كما أتمنى.

– هناك سؤال أثارته روايتك لدى كل من قرأها…هل هذه الشخصيات التي تتحرك بداخلها حقيقية؟
لقد واجهت هذا السؤال بالفعل ولأكثر من مرة…والحقيقة إنني حين كتبت الرواية استحضرت الأماكن التي عشت فيها…ونماذج الأشخاص الذين قابلتهم ولأني أجيد الوصف وصفتهم بدقة….ووضعت كل شخصية على حدة واضطررت لابتكار شخصيات أخرى غير حقيقية ثم حاولت الربط بين هذه الشخصيات بقصة واحدة….فكانت رواية “أشباح نوايتووا”… إذن محتوى الرواية غير حقيقي….لكن وصف الأشخاص ووصف الأماكن جاء بمنتهى الدقة.

شاهد أيضاً

الجمعة المقبل.. افتتاح جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون 2024

عدد المشاهدات = 2984 مسقط، وكالات: تشارك سلطنة عُمان يوم الجمعة القادم بجناح في الدورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.