الجمعة , 26 أبريل 2024

رشا الشايب تكتب: الدجل الإلكتروني..!

= 4472

جلب الحبيب خلال ثلاثة أيام، رد المطلقة، فك السحر، سلب الإرادة، الطاعة العمياء، موافقة الأهل على الزواج، تسهيل الزواج، سلب الإرادة، التفريق بين الزوجين، المحبة والقبول، علاج القرين، وتنفيذ خطط جهنمية لإلحاق الشر والأذى بالآخرين.

كل هذه الإغراءات وأكثر يستخدمها السحرة والدجالون لجذب انتباه ضعاف النفوس ومحدودى الثقافة ومعدومى الإيمان ومنقوصى الرضا بقضاء الله وقدره.

منذ أيام معدودات أرسلت لى أحد رؤوس الدجل والشعوذة طلب صداقة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، فتعجبت من أمرين، أولهما هو تطور ظاهرة الدجل والشعوذة لتأخذ الشكل الالكتروني، وثانيهما هو تجرؤ وتبجح من تسمى نفسها «الشيخة فلانة» والتى تقوم بالتسويق لها وعرض خدماتها السحرية العظيمة فى استحضار القوى الشريرة واستدعاء القرناء المساعدين لتنفيذ كل ما يخطر ببالك أو يجول بخاطرك أو تتمناه نفسك كذبا وافتراءً.

ظاهرة الدجل والشعوذة للأسف موجودة بمصر ومنتشرة بين النساء والرجال على حد سواء منذ قديم الزمن، حيث كشفت دراسة سابقة أعدها مركز «البحوث الاجتماعية والجنائية» أن هناك نحو 300 ألف شخص فى مصر يدعون القدرة على علاج المرضى بتحضير الأرواح، و»إخراج الجن من جسد الإنسان»، إضافة إلى عدد مماثل يزعمون قدرتهم على علاج المرضى بآيات من القرآن والإنجيل.

وأكدت الدراسة أن كثيرا من المصريين، ما زالوا يؤمنون بالخرافات والدجل، وقد أنفقوا قرابة 10 مليارات جنيه مصرى على الدجالين والمشعوذين الذين يلجأون إليهم بهدف حل مشاكلهم، التى أهمها العنوسة أو إخراج الجان وفك السحر والأعمال السفلية.

ولا يقتصر الذهاب للدجالين على الجهلاء فقط، بل إن أغلب الدراسات تؤكد تقدم المتعلمين وأصحاب المستويات الثقافية الرفيعة ضمن الفئات الأكثر ترددا على هؤلاء الدجالين، حتى أصبح المعدل دجالا واحدا لكل 240 مواطنا وفقا للدراسات.

وبالمناسبة هناك فرق بين الساحر والدجال، فالساحر يقوم بعمل السحر فعليا أما الدجال لا يقوم بعمل سحر ولكنه يوهم الناس أنه يسحر ليستنزف أموالهم.
لا أستطيع أن أستوعب فكرة أن أجد من يصدق هذه التراهات والأكاذيب بل ويدفع من أجلها الأموال.

——-
* المقال منشور بأخبار اليوم، وتم نشره بالتنسيق مع الكاتبة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3683 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.