لن نكف عن المطالبة بتعديل سن الحدث ( الاطفال تحت سن المساءلة القانونية ) والذي حدده القانون بـ ١٨ سنة .. تخيلوا يا سادة شابا يافعا يبلغ من العمر ستة او سبعة عشرة عاما وقد اصبح أطول وأعرض من أبيه واشتعلت به نار الشهوة وأصبح قادرا علي إتيان أفعال الرجال، وقادرا علي اغتصاب زوجه وقتلها هي وأطفالها .. ثم يصنف طفلا دون السن القانونية ويعاقب كطفل “ببزازة” !
وآخر… غرته عضلاته المفتولة وساقاه الطويلتان لكي يحمل سنج وسيوف وأسلحة بيضاء ليفرض نفسه “برزالته” علي بنات منطقته . ويكون مصير من يعترض أو يتصدي له هو ( شج ) بطنه بالسيف.
وتكون النتيجة أن يعفي تقريبا من العقوبة بالقانون لأنه “حدث ” عمره أقل من ١٨ عاما بأيام!
يبقي بالعقل كده.. من يمتلك القدرة علي الإغتصاب والقتل وحمل السلاح كأعتي المجرمين يصنف… طفلا !!
الطفل يا سادة هو الضعيف البنية .. هو الذي لم تكتمل غرائزه .. الطفل هو الذي يعيش في عالم الخيال والبراءة .. وهذه الصفات تنتفي عند بلوغ الطفل سن الرابعة عشرة سنة علي أكثر تقدير .. ولو اقتدينا بحديث رسول الله (ص) لاعبوهم لسبع وأدبوهم لسبع وصاحبوهم لسبع .. لأدركنا أن الطفل بعد سن ١٤ سنة يكون قد اكتمل بلوغه وغرائزه وصار عاقلا قادرا علي وزن أفعاله ويمكن أن تتخذه صاحبا ..
وقد خلق الله البشر مختلفين، فهناك من يحمل الخير في داخله ومن يحمل الشر في داخله .. ومن العار أن نترك رجالا اعمارهم ١٧ و ١٨ عاما .. يقتلون ويسرقون ويغتصبون ونحاسبهم مثل الأطفال .. وكله بالقانون !!
يرتكبون أفظع الجرائم ويفلتون من العقوبة لأنهم تحت حماية قانون معيب .. يسمي الرجل “طفلا” ثم يكف القانون عن عقابه .. وتتجلي المآساة والفاجعة التي تنزل علي رؤوس الضحايا وذويهم .. عندما يفاجأون .. بضياع حقوقهم .. وتظل نارهم لا تبرد أبدا لأن من اعتدي عليهم سيعفي من العقوبة عن جريمته لأنه تحت السن القانوني يعني ( حدث ) ولا حرج !!
———
* مدير تحرير أخبار اليوم.