الجمعة , 29 مارس 2024

عادل عبدالستار يكتب: زوج الدقيقة 90 …!

= 3468

جاءت إلينا إحدى الإمهات تطلب منا أن نتحدث مع إبنتها الكبرى لأنها ترفض كل عريس يتقدم لها إلى أن وصل سنها إلى 38 سنة ، وبالفعل تحدثنا مع الفتاه وكان مبرر رفضها إنها تُمنى نفسها بمواصفات معينة لمن ترتبط به ، وهى مواصفات ليست ربما كما يعتقد القارئ الكريم (عنيه خضرا وشعره اصفر) (لا).. بل تريد شخصا فى وضع إجتماعى وتعليمى ووظيفى ملائم ويليق بها ، ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه … وأقول :

لا شك ايتها الفتاه إنه لك كامل الحق فى أن تختارى ما تشائين ، فهذا حق اصيل لك ، ولكن ماذا لو لم يأت هذا الزوج الذى تنتظريه ، وماذا بعد أن تقدم بك العمر ، لذلك أردت من خلال هذا المقال أن اعرض عليك رؤيتنا النفسية فى هذا الامر ، عليك يا عزيزتى أن تغيرى الآن ذلك المفهوم الذى تؤمنى به ، عليك أن تنتقلى من إختيار او إنتظار شخص يصلح كزوج مميز، الى إختيار شخص تستطيعين عن طريقه أن يهب لك الله عز وجل طفلا يكون لك بمثابة كل شئ فى الحياه ، عليك الآن أن تفكرى فى سنواتك القادمة ، وكيف ستكون إذا قُدر لك أن تعيشى وحيدة دون زواج ، لذلك عليك تغيير مفهومك تجاه الزواج والزوج الان ،عليك أن تسعى لتكونى ( أم ) لطفل ، لا أن تكونى زوجة مُدللة تتباهى بزوجها صاحب الوظيفة الفلانية او صاحب الوضع الاجتماعى الفلانى.

وأنا هنا لا اطلب منك أبداً أن ترمى نفسك فى التهلكة وأن توافقى على اى شخص هكذا ( لا ) أنا لا ادعو الى هذا .. ولكن أدعو أن تقللى سقف توقعك ، وأن توافقى على أقلهم عيوباً ، فربما كان فقيراً لكنه من أسرة جيدة فلا مانع أن توافقى عليه وتكسبى زوجا والاهم أن يجعله الله سبباً لتصبحى أما لطفل… لا مانع أن يكون أقل منك تعليماً ولكنه حسن الخلق .. فتنازلى أنت عن مستوى التعليم مقابل أن يجعله الله سببا فى رزقك بطفل منه ، لا مانع أن يكون اصغر منك اذا رأيتى فيه إنه رجلا وليس مجرد ذكر ، بل ربما اتجاسر واقول إنه ربما ادعوك للقبول بأن تكونى زوجة ثانية حتى وإن طلقك بعد أن تذهب نزوته ( اذا كان زواجه من ثانية مجرد نزوة) فيكفيك أنك ستصبحى ( أم ) بعد إرادة الله عزوجل.

واعلمى ايتها الفتاه الفاضلة.. أن قبولك وتنازلك قليلا ليس فيه إهانة لك كما يعتقد البعض ولكنه من حسن التصرف ومن حسن إدارة الازمة ، فكم من فتاة رفضت أن تتنازل وهي الان لا حول لها ولا قوة … حتى اخوانها لم يشعروا بها واهملوها بعد أن كانوا هم من يشجعونها على الرفض .. تأملى فى كلماتى ايتها الفتاه المرتبكة الحائرة والفاضلة ، واعلمى إنه ربما رزقك الله بأحد هؤلاء فتجديه نعم الزوج حباً ورعايةً وإخلاصاً والأهم سبباً فى ان تكونى ( أم ) واعلمى أن طفلك هذا سينسيك كل تعب ووجع وألم السنين الماضية، ستجدى فيه ابتسامتك وفرحتك ، ستجدى فيه الأمل والرجاء ، ثم بعد ذلك ستجدى فيه السند والعون بعد الله عزوجل.

آنستي الجميلة نصيحتي لك ألا تستمعى كثيراً لتلك الاصوات التى تقول لك (يعنى تصومى تصومى وهاتفطرى على بصلة)!

من تقول لك هذا وبعد لحظات ستكون فى حضن زوجها ، وتتركك أنت فريسة للحيرة والوجع وربما فريسه للشيطان ، أخوك الذى يقول لك (ازاى نقبل بواحد اقل من مستوانا) ايضا سيتركك وبعد لحظة سيكون وسط اولاده وزوجته ، لا ادعوك إلى التمرد على اسرتك ، ولكن ادعوك الى الانتباه لما يُقال لك ، فوالله وبالله مع وجود طفل لك ستولدين من جديد ، حتى اذا ذهب الزوج بعد مجيئ الطفل ، حينها لن تفكرى فى الزوج ولن تشعرى بشئ إلا بطفلك ، ليس لعدم اهمية وقيمة وجود الزوج ولكن لانك صاحبة ظروف خاصة منذ بدايه الزواج ، فهو زواج فى الدقيقة 90.. وأرجو أن تتأملى فيما اقول.

(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
صدق الله العظيم

حفظ الله بناتنا … حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وازهراً.

————
* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 949 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.