الثلاثاء , 23 أبريل 2024

عفوا..يا معالي الوزير!

= 1607

مجدي الشاذلي  Magdy El Shazly

 

"وكم ذا بمصر من مضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء"..هذه الكلمات التي وصف بها أبو الطيب المتنبي أحوال شعب مصر منذ قرون مضت..تبدو كأنها مقدر ومكتوب على الجبين، ولازم تشوفه العين في كل زمان ومكان في مصر.

البلد يعاني في الوقت الحاضر أزمة في القيادات، خصوصا من منصب وزير وانت نازل، هذا الوضع يفترض أن يدفعنا للاحتفاء بأي قيادة تتمتع بشىء من النزاهة والكفاءة التي تؤهلها لإدارة العمل في الجهة المسندة إليها..ومع ذلك قدمت لنا وزارة الثقافة مثلا عجيبا مؤخرا حين تقدم رئيس قطاع الفنون التشكيلية د.أحمد عبالغني باستقالته "مرتين" خلال 3 شهور فقط..الأمر الذي يعني أن هناك أزمة حقيقية في هذه الوزارة، وأن الفساد استشرى بين جنباتها حتى شكل مناخا طاردا لأي مسئول يفكر في العمل بجد أو بوازع من ضمير.

ما يثير الدهشة حقا، أن شخص الوزير الذي تقدم له رئيس القطاع باستقالته، اختلف في الحالتين، بين د.جابر عصفور في الحالة الأولى "ديسمبر 2014"، ود.عبدالواحد النبوي في الحالة الثانية "مارس 2015"، ولكن شتان الفارق بين موقف الوزيرين..إذ أعلن "عصفور" تصديه لمافيا الفساد، وقال لموظفي قطاع الفنون التشكيلية الذين طالبوه برفض استقالة عبدالغني، أنه سعيد بحرصهم على النزاهة والكفاءة ومحاربة الفساد والعمل بجدية، وخرج عبدالغني "المستقيل" من مكتب عصفور مفوضا في قطاعه بصلاحيات الوزير ماليا وإداريا.

 على ما يبدو أن عبدالغني أراد آنذاك أن يرد الجميل للوزير ولموظفي الفنون التشكيلية، وللفنانين الذين ساندوه، فبدأنا نستشعر حالة نشاط غير عادية في القطاع، ما بين إحياء بيناليات دولية وملتقيات وصالونات فنية كانت قد اندثرت لأكثر من عشر سنوات، لعل أبرزها ترينالي الجرافيك الدولي، وصالون مصر الدولي للفوتوغرافيا المعاصرة، وصالون الفن الفطري، والبينالي الدولي للطفل، ثم وجدنا قطاع الفنون التشكيلية يعلن عن خطة خمسية للفعاليات والأنشطة الرئيسية المحلية والدولية حتى عام 2020.

لكن مثل معظم الأشياء في مصر..جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وعقب زيارة الوزير الجديد عبدالواحد النبوي لقطاع الفنون التشكيلية في شهر مارس الماضي، نشر موقع الوزارة بيانا عن الزيارة يبدو أنه افتقر للحقائق بصورة كبيرة، وكشف فقط عن سوءات القطاع، دون الإشارة لأية إنجازات تحققت أو حتى في طريقها للتحقق، والنتيجة استقالة جديدة تقدم بها د. أحمد عبدالغني لوزير الثقافة، لكن الظروف هذه المرة كانت مختلفة، وكان الوزير أكثر اختلافا.

ورغم عتابنا لرئيس قطاع الفنون التشكيلية على تسرعه في الاستقالة، إلا أن الوزير تفوق عليه في سباق السرعة، إذ بمجرد استلامه للاستقالة المكتوبة في نحو خمس صفحات، أدلى بتصريحات نقلتها المواقع الإلكترونية، قال فيها إنه "سيقف على رغبة عبدالغني ما دام يرى في قراره الصلاح"، فلا رئيس القطاع كلف نفسه عناء الانتظار، ولا الوزير كلف نفسه عناء القراءة، وهو ما يؤكد أن في مصر الآن أزمة في القيادات..وأزمة أكبر في صناعة القرار!

مجدي الشاذلي

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 18975 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.