حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم: عادل عبدالستار *
قُدر لي وأنا فى أحد المحلات أسمع إحدى السيدات تنصح رفيقتها بأن تختار بعض الملابس الساخنة لتتزين بها لزوجها ، فردت تلك السيدة عليها ونبرة صوتها يحمل كل معانى الاحباط وقالت ( هو شايفنى أصلاً ) تقصد إنها مهما فعلت فهو وكأنه اعمى لا يرى شيئا !! … ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه.
أيها السادة … إن المرأة فى بنيتها النفسية تحتاج الى أمور ربما غفل عنها الرجل ، لذلك هدف المقال هو أن نشير الى النقطة التى عنونا بها المقال وهى إحتياج الزوجة أن يراها زوجها ، ونقصد بهذا أن يتغزل فيها وفى ملابسها وجسدها ويظهر شئ من الاهتمام واللهفة عليها ، فتلك الامور التى ربما تبدو للزوج بنظرته ومفهومه الذكورى أمرا تافها، ولكن هى عكس ذلك تماماً بمفهوم الزوجة الانثوي.
إن إهمال نقطة كتلك التى نشير إليها إنما تسبب ألم ووجع بلا حدود عند الزوجة ، فكيف لها بعد أن لبست وتزينت واجتهدت فى هذا وربما أخذت وقتا طويلا فى تزينها ، وأختيار ما سوف تلبسه ، ثم تفاجئ بالزوج وكآنه أعمى لا يرى ، فلا يعلق على ملبسها مثلا او على لون شعرها الجديد او على كذا او كذا ، وحين يتكرر هذا الامر تصاب الزوجة بالإحباط الشديد ، وهذا ما دفع تلك السيدة أن تقول ( هو شايفنى اصلاً ) لدرجة أن إحدى الزوجات قالت لنا فى إحدى الجلسات الاسرية إنها قالت لزوجها ( أنت السبب فى الكرش اللى عندى ) – لدرجة أننى إندهشت كيف وهى سيدة تقول لفظ كهذا ( كرش !! ) فقال لها لماذا؟! فقالت له: لاننى وانا جسمى حلو لم اسمع منك يوماً كلمة حلوة على جسمى او على شكلى ..حتى وصلت لما انا فيه الان!
ايها السادة … هناك 5 اسباب رئيسية تؤدى الى المشاكل الزوجية وقد يصل الامر إلى الطلاق فى دراسة قام بها أحد الباحثين فى جامعة عين شمس المصرية
وهم ( الانكار – الاحتقار – الاحتكار – الصمت – الخيانة ) وربما نقوم بتوضيح تلك الاساب فى مقال لاحق ولكن الان نشير الى أن عدم الالتفات لمظهر الزوجة والثناء عليه والتغزل فيه وفى جسدها هى تعتبره ( إحتقارا) لانها تترجم هذا الاهمال على إنه إحتقار لها ( كآنه يقول لها أنا اصلاً مش شايفك ولا حاسس بوجودك ) لماذا .. لانها هى بذلت مجهود فى شعرها مثلا – صرفت فلوس – أخذت وقتا – ثم الاخطر إنها منت نفسها ببعض الغزل والثناء حين يراها زوجها ثم تفاجئ انه لا شئ .. حينها تصاب بكثير من الاحباط يدفعها لعدم تكرار هذا الامر من اجله ، بل يصل إنها حتى لا تقوم بهذا من اجل نفسها ايضاً .. ثم تبدأ ظهور بعض اعراض تغير المزاج ، والعزلة.
والاخطر من هذا كما اشار أطباء الطب النفسى إنه يحدث لها ما يسمى باضطراب الاكل الليلى .. تصحى تأكل اى شئ فى الثلاجة حتى بدون تسخين … ويُحدث الاجهاد البدنى النهارى ، تشعر طول الوقت إنها مجهدة وتعبانة وكهلة… وتظهر بعض اضطرابات الجهاز الهضمى والتنفسى ، كل هذا نتيجة الاحباط المتكرر نتيجة إنها دايما عندها رغبة – أنا عاوزة أتشاف – ولكن هذا لم يتحقق … وهذا ليس بدعة منها او دلع ولكن هكذا هى بنيتها النفسية.
رسالة الى الزوج … ايها الزوج مرة اخرى واخرى ومليون سنظل نكرر إنه عليك أن تراعى تلك الامور التى قد تبدو لك بسيطة او تافهة ولكنها فى منتهى الاهمية للزوجة … ثم سأخبرك بسر بينى وبينك .. ماذا ستخسر اذا تغزلت قليلا فى زوجتك (حتى لو بالكذب ) فقد أباح الاسلام العظيم الكذب فى هذا الامر ، وهو الذى حرمه بشدة فى باقى الامور وهذا يعكس اهمية أن تتغزل فى زوجتك وتهتم بها.
سيدي.. لا تعطيها الحب بمفهومك الذكورى (المواقف ) ولكن قدمه لها بمفهومها الانثوى ( الرومانسى) عليك أن تتفهم بنيتها النفسية ، وإعلم أن تلك الكلمات البسيطة تجعل منها دائما وردة كساها الندى وغلفها ضوء القمر لك.
ثم كلمة أخيرة لك ايها الزوج .. ألم تخشى اذا لم تقدم لها انت تلك الاحتياجات أن تبحث عنها فى الخارج !! ألم تفكر فى هذا ؟! ألم تخشى من ذلك ؟! فى ظل العالم المفتوح الذى نعيش فيه .. ليست دعوة منى أن تقوم الزوجات بهذا فهو مرفوض ومستقذر ولكن ايضا علينا أن لا ندفع الزوجة بإهمالنا إلى الهاوية.
* رسالة إلى الزوجة:
1/ سيدتى أريدك أن تؤمنى بأن اهتمامك بنفسك لابد وأن يكون من أجل نفسك اولاً .. انا هاكون جميلة علشان نفسى … أنا هالبس كويس علشان نفسى وهكذا .. إذا اتبعتى هذا المبدأ فسوف يذهب عنك الكثير من حجم الاحباط الذى اصابك ( اعلم أن اهتمام الزوج أمر فى غاية الاهمية) ولكن ماذا نفعل اذا الزوج مهمل او ينظر الى تلك الامور بفهومه ونظرته الذكورية .. فعليك أن تهتمى بنفسك من اجل نفسك اولاً.
2/ إعلمى أن معظم الرجال كما أشرنا يعتبرون أن الاهتمام بالزوجة إنما تترجمه المواقف ( تعبت تجدني بجوارها – علاقتى جيدة بأهلها – ارعى شئون البيت من مصروفات وخلافه).. وهكذا بعض الرجال تعتقد … لذلك عليك أن تعيشى الحب من تلك الزاوية.
حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر .. ارضا وشعبا وجيشا وازهراً
——————–
* ممرض بالطب النفسي.
