أصبحت قضية التحرش حديث الساعة المتداول فى شبكات التواصل الاجتماعى وسواء تطرق الأمر للتحرش اللفظى أوالجسدى أوالالكترونى، فلابد من وقفة جادة للتصدى لكثير من الأفكار المغلوطة التى يرددها البعض رغم انتمائهم لخلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة.
ليس بالقوانين الرادعة والعقوبات المشددة وحدها نتصدى لهذه الآفة، فتنوير العقول وتصحيح المفاهيم عبء أكبر لعلاج المشكلة من المنبع. وقد أصدرت دارالإفتاء المصرية بيانا أكدت فيه أن التحرش”حرام شرعا وكبيرة من كبائر الذنوب، وجريمةٌ يعاقب عليها القانون، ولا يصدر إلا عن ذوي الأهواء الدنيئة”. وأكد الأزهر الشريف أن تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أوسياق.
ورغم ذلك، نجد من يبررهذه الفعلة الشنعاء بأسباب واهية كملابس المرأة وكأن الشباب ليسوا سوى وحوشا يغيب عنها العقل. لاشك أن احتشام المرأة فضيلة ولكن الأمر يتعلق باحترام حريات الآخرين وهو ما يفعله أى رجل شرقى فى دول الغرب، اذ لايجرؤ على التحرش بالنساء رغم ملابسهن المتحررة لأنه يعلم تماما أنه لن ينجو بفعلته.
الأغرب ما يروج له البعض من أن حتى الفتاة المحتشمة أوالمنقبة أوالأطفال قد يتعرضن للتحرش لأن الشباب تعرض للاثارة من غيرهن..أى منطق هذا الذي يعتبر أن الرجل ليس سوى حيوان تحكمه الغريزة ! وأين العقل الذى فضل الله به الانسان على سائر الكائنات.
ان التحجج بالمبررات يقود المجتمع العربى للهاوية ليس فى هذه القضية وحدها، انما فى حياتنا عموما..فلنرفع شعار احترام النفس أولا واحترام خصوصيات الآخرين ونعى جيدا أن الحرية الشخصية تقف عند حدود حرية الغير.
———-
* مدير تحرير أخبار اليوم.
hebahusseink@gmail.com