السبت , 20 أبريل 2024

محمد صلاح يكتب: فن الخسارة..!

= 1854

في فن اسمه فن الخسارة ، و هو إزاي الإنسان يعرف يخسر؟ وامتي يخسر؟

دايما في آخر كل سنة برتب أوضتي، و أجمع الورق القديم أو الحاجات اللي ملهاش لازمة واجمعها في مكان معين، و تفضل موجودة في الأوضة من غير أي مبرر ، بس السنة دية اكتشفت حاجة مهمة هو أنا بأعمل كدة ليه، ليه مش بأخد قرار واضح إن الحاجات ديه كراكيب ومش حيكون ليها لازمة في حياتي؟ ليه باحتفظ بلبيسة قلم ضايع، بورقة كنت كاتب عليها رقم مش فاكر بتاع مين، بتذكرة أتوبيس خلاص ركبته.

الحقيقة لأني مفتقد للشجاعة إني أرمي أي حاجة حتي ولو مش مهمة، خوفي غير المنطقي إني ممكن أندم لو رميت الحاجات ديه بيخليني أتمسك بيها وتفضل تتراكم في مكان ما في أوضتي بدون أي داعي في الحقيقة.

للأسف ناس كتير متخيلة إن الخسارة موضوع سهل، أو بتعبير تاني أمر تلقائي الإنسان ملوش أي دور فيه، والحقيقة إن ده اللي أغلبنا اتربينا عليه، و هو إن الخسارة في العموم أمر شرير بيحصل للإنسان دون علمه، بس الحياة بتثبت لنا إن مفيش خسارة في المطلق.

بمعني أوضح إن الخسارة دي مرحلة أساسية في تطور أي انسان، بتخسر أفكارك القديمة في مقابل الجديدة، بتخسر علاقاتك ومعارفك اللي انتهت صلاحيتها عشان تكون علاقات تانية أحسن، حتي على مستوي خلايا جسم الإنسان كرة الدم الحمرا لازم تموت بعد 120 يوم عشان تتكون كرات جديدة، فانت طول ما متمسك بالحاجات القديمة اللي ملهاش لازمة ومش عاوز تخسره عمرك ما هتدي فرصة للحاجات الجديدة المهمة عشان يتواجد.

عشان كدة نحتاج نتعلم إزاي وامتي نخسر الحاجات ونتعلم فن الخسارة بشجاعة وذكاء، إرمي من حياتك اللي ملوش لزمة متخفش مش هتندم، وحتي ولو ندمت حتعرف بعد كده تقدر أهمية الحاجة في حياتك وتحتفظ بالمفيد وبس.

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 1969 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.