الثلاثاء , 23 أبريل 2024

د. إلهام الدسوقي تكتب: وطن من الشهداء

= 2000

لم اهتم يوما ببرامج أو مسلسلات رمضان وكلي يقين بعدم جدواها للمشاهد فهي فقط لشغل الوقت الذي يمكن أن يشغله المشاهد بما هو افضل في شهر كريم نحاول جميعا خلاله التقرب إلي الله بأعمال نعتقد جميعا أنها المنجية من الوقوع في المعاصي والغافرة للذنوب.

انا من أهملت مسلسلات التلفاز هاجرة اياه إلي الهاتف الخلوي الذي أجده العالم بكامله لما يقدمه من معلومات وصداقات واختصار للمسافات وبرامج والعاب أصبح الجميع لا يقدرون علي الاستغناء عنها ومواقع علمية فنية ثقافية لمن يريد أن يثقف نفسه وجميع المجالات المتاحة من خلال شاشة صغيرة نحكمها بلمسة صغيرة.

أما اليوم فقد قررت أن اشاهد التلفاز وكعادة كل المصريين جهزت ما لذ وطاب للجلوس أمامه واخترت حلقة من مسلسل الإختيار لما سمعت عنه من أقول اغلبها مؤيدة والقليل منها ناقدة وتسمرت في مقعدي الرخيم لاستمتع مركزة كل تفكيري وحواسي معه.

فكانت المفاجئة التي لم اتوقعها مع أول مشاهدة للمسلسل فالحلقة كاملة تمثل حرب شرسة بين وحدة من جنودنا ومجموعة من المهاجمين بلا رحمة أو هوادة محاولين دك الكمين وقتل كل من فيه. انجذبت أكثر لأري ما أثر الهجوم وموت الجنود الزملاء أمام أعين زملائهم وهل سبب ذلك حالة من اليأس والاستسلام.

شاهدت ملحمة انسانية وليست حربية فكل الحروب جنودها تحاول الدفاع عن انفسهم ولكم هذه ملحمة الدفاع عن الأخرين وليس الدفاع عن الذات ولا تدل علي ولاء الاسود المستعدين للشهادة فقط بل وجدت الروح الواحدة في الأجساد المتباعدة وكأن هناك شخص واحد متعدد النسخ يقاوم في كل ركن ويمسك بيدة سلاح واحد متعدد الفتحات يوزع طلقاته في جميع الاتجاهات لاهثا وراء الشهادة وكانما الميعاد المنتظر من عشرات السنوات وكأنه العهد المتفق علية بلا تراجع أو هوادة.

تحسست كلمات وانفعالات امهات الشهداء فلم أجد به الحزن المعتاد لمن تفقد فلذه الكبد والأمل في وجوده بجانبها ولكن وجدت الأمل في غد مشرق خالي من الأهات والرضا بما هو مقدر وكأن كل منهن قد وهبت إبنها فداء للهدف الأسمي في الحياة وهو نيل الشهادة من أجل حماية الأوطان.

الاختيار الفعلي هنا هو اختيار الامهات القوية الشجاعة وتفضيل مصلحة الأوطان علي مصالح الأفراد مضحية بأغلي ماتملك في خط المواجهة لدفع الخطر عنها وعن كل امهات وطن تشدوا بحبه بلابل الاشجار مخترقة سحب السماء معلنة ولادة اسود الشهداء وهل هناك أفضل من ذلك اختيار!

هناك ملايين من الأسود الشهداء في كل المجالات ابطال يشهد لهم الجميع فكل منا حندي في مكانه له مهام قتالية لا غني عنها لوطن يضم ابنائه بحب، فالمعلم اسد شهيد سلاحه العلم والكاتب اسد شهيد سلاحه القلم والقاضي اسد شهيد سلاحه العدل.

انه الاختيار الفعلي عن نفس راضية وأمل في مستقبل أفضل. فلكم اتمني أن يكرم الأبطال في كل مجال بما يليق بوطن من الشهداء.

———————–
* خبير السلوك المهني.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1274 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

تعليق واحد

  1. عادل عبدالله

    بالفعل كل مقاتل فى موقعة ومكانة …وإذا تخاذل أو تكاسل فقد خان الأمانة وعرض كل أبناء وطنة للخطر ….حفظ الله مصر وشعبها

اترك رداً على عادل عبدالله إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.