الخميس , 28 مارس 2024

أسرار النفس…(مودة ورحمة)…تكتبها رشا صيرة

= 11805

 

 

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ)
سورة الاعراف ١٨٩
الأصل فى الحياة الزوجية هو السكن والأطمئنان والأنس والأستقرار ولو تأملنا قول الله وروعة تعبيره فى عودة الضمير فى ليسكن إلى النفس ترى المقصد الأعظم من الزواج ولا تحتاج إلى عناء فى البحث عن معنى الزواج
وإذا كان كلاهما من نفس واحدة فلا بد أن يبحث الرجل عمن يكمله من النساء، وكذلك المرأة تفعل حتى تجد من يكملها من الرجال، إذ لا يكتمل أيهما إلا بوجود صاحبه، فبهذا الرباط تستمر الحياة ويجد الإنسان سكينته وطمأنينته في هذه الحياة
كقوله عز وجل
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
سورة الروم ٢١
هذه الآيات تشع نوراً يضئ الطريق لكل زوج وزوجة فى معرفة علاقتهم ببعض فالله إذا اراد ان يجمع بين زوجين وقلبين جعل بينهما مودة …والمودة أقوى من الحب الفطرى والرحمة هى التى بتضفى على الحياة رقة وسعادة
ربنا لم يخصص ولا استثنى احد بفعل شئ للاخر فقال ( انفسكم ) (وبينكم ) حتى تعلموا ان الواجب منكم واليكم.. ومن اسس حياته الزوجية على هذه الآيه سعد فى حياته وقدر على مصاعب الحياة فالزواج قائم على الحب والتضحيات وتعب الطرف الآخر فى العلاقة ودايما كل واحد هيحاول يسعد التانى من غير ما ينتظر مقابل … اما من كان زواجه بشروط ولهدف فسيكون جزاء زواجه الفشل !
كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقى )
فالمودة شعور متبادل بالحب لجعل العلاقة قائمة على الرضا والسعادة يعبر من خلالها كل واحد بالاقوال والافعال دون تردد أو خجل عن حبه للاخر وينشئ بينهم الحوار والأحترام والرفق ببعضهم البعض
الرحمة من دعائم البيت السعيد وهى صفة أساسية فى اخلاق الرجال والنساء
كقوله عز وجل

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
سورة آل عمران ١٥٩
ربنا أمر الزوجة بطاعة زوجها وحفظها لبيتها
والطاعة وهذا ليس معناها اهدار شخصية المرأة ولا استبداد الرجل وليس ان تتحول الحياة الزوجية ميداناً للصراع والعناد وصلابة الرأى فى المواقف المختلفة ..بل ان تحل السماحةوالتكيف مع الحياة الزوجية ومشاكلها يكون الزوج متسم بسعة الصدر والتنازل عن كتير من الامور حتى تسير الحياة
وفى عصرنا كثرت المشاكل والخلافات واعتقد الزوج انه له سلطة على المرأة فيظلمها ويهينها ولكن الله حرم ذلك
فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها.
واذا استحالت العشرة فالله أمرهم فى قوله عز وجل
(فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ)
فلقد بدأها الله بمودة ورحمة وحتى مع الأستحالة ذكر المعروف والأحسان!

المودة هي الألفة بين الناس الذي لا يمكن لأي شخص الاستغناء عنها كما أن المودة لابد وأن تتواجد داخل كل شخص لأنها هي فطرة خلق الله سبحانه وتعالى بها الإنسان
العلاقة بين العبد وربه الحب والرحمة فكيف تكون بين البشر وبعضهم البعض!
بل بين الزوجين؟!

ادعو معايا….
اللهم زدني قرباً إليك…اللهم اجعلني من الصابرين..اللهم اجعلني من الشاكرين..اللهم اجعلني في عيني صغيرا.. وفي أعين الناس كبيرا…..
اللهم اشرح صدورنا للإيمان..اللهم ارزقنا الهداية..اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه..
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه..
اللهم اغفر ذنبونا وطهر قلوبنا…

اللهم أجعل بيننا من الموده والرحمة أفضلها ….. وأسعدنا في الدنيا وفي جنه السرور ..وأهدنا ياالله لما فيه الخير والصلاح ..وارحمنا برحمتك يارحيم …

اللهُمَّ يا مؤلّف القلوب ألّف بين قلوبنا على محبّتك وطاعتك، اللهُمَّ اعصم قلوبنا عن المعاصي…

اللهم حببني الى الناس حبا لا يكرهني فيه احد وقربني اليهم وزيني في عيونهم وأجعلهم لا يرون منى الا ما يسر اللهم احجب عيوبي عنهم وقرب حسناتي منهم.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة| عقدة النقص … تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 16171    لما بنلاقى حد بيفتخر بحاجات عنده ، وبيألف قصص نصها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.