الجمعة , 29 مارس 2024

“ما بعد الجنون”..قصة قصيرة بقلم صابر الجنزوري

= 3786

الفرح على الشط صاخب والعريس يغنى وسط أصحابه وعروسته ترقص وسط أترابها، بينما البحر غاضب والموج يرتفع والمد شديد والجزر بطئ!
انتصف الليل و مازالت الحفلة ماجنة، امتزج النبيذ بعصير البرتقال ، السكارى تركوا قاعة الفرح وذهبوا إلى البحر ،
توغلوا فى الماء كثيرا !
اقترب الفجر،
همست العروسة إلى عريسها :
متى نذهب إلى حجرتنا بالفندق ؟
قال فى شغف : اريد أن أخطفك ونذهب إلى هناك ، لكنى أشعر أنى مسلوب الإرادة ؟
قالت : اخطفني فقد تعبت !
صاح أحد المدعوين :
من منكم يشعر انه لا يستطيع ان
يغادر المكان ومسلوب الإرادة؟
تعالت الأصوات وتداخلت :
..أنا ..أنا ..أنا ..
توقف الصخب ، هدأ الموج ، عادوا للجلوس على الكراسي وأمامهم المناضد التى امتلأت بأكواب الشاي والمربى والزبدة والخبز لتناول الإفطار..
قال أحدهم : أمام الجوع ينهزم كل شيء !
وصل رئيس المدينة لمكتبه ، أخبروه بما يحدث على الشاطىء ، انهالت البلاغات بوجود أكثر من حالة مشابهة !
كل تجمعات الأفراح والعزاء مازالت موجودة فى أماكنها ، صالات المناسبات فى المساجد والكنائس وأنحاء المدينة ..
لم يغادر منهم أحد !
تأهب لمعاينة الحالات فى أماكنها ، اصطحب معه قوة من رجال الشرطة والإسعاف ، فى طريقهم كان هناك عزاء ، دخلوا للقاعة .. كان المعزون نياما !
وجه تعليماته لبعض من معه لمعرفة الأسباب وواصل المرور على باقى الحالات ..
وصل إلى الشاطئ ، كان البحر هادئا ،
تراجع الموج وتوقف الصخب ،
والعروسين فى حالة ذهول !
تطلع الرجل فى وجوه الناس ، كانوا فى حالة صمت وكأنهم تماثيلا من الشمع ،
هتف : ماذا حدث لكم ؟
لم يتلق إجابة !
أمر بتحويلهم إلى المستشفيات
والعروسين إلى الفندق ؟
وزعوا النائمين والأيقاظ على دور الشفاء ،
لم تتوصل لجنة الطوارئ التى عقدها رئيس المدينة لشيء .
فى المساء تلقى الرجل مكالمة هاتفية ،
كان محدثه رئيسه ..
أخبره أن الأمر خطير ، تحاليل الدم فيها شىء غريب ، سوف نكون أمام احتمالين لا ثالث لهما ، الموت أو الجنون !
وأردف حزينا :
لن ينام الأيقاظ ولن يستيقظ النائمون والعدوى سوف تنتشر .
دخل الرجل فى نوبة نوم !
بينما رئيسه مازال يتابع التقارير ..
كانت تحاليل العروسين سلبية ، المناعة عندهما قوية ،استيقظا بعد نوم عميق ، لم يجدا شيئا أمامهما غير ان يبدءا شهر العسل !

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6526 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.