الخميس , 18 أبريل 2024

هدير رمضان تكتب: فتاه بروح عجوز

= 1847

 

 

مشروع كتاب

 

 


سارت في طريقها بلا هدف لا تعلم أين تذهب؟ ولماذا من الأساس تركت منزلها في ذلك الصباح الباكر شديد البروده .? أسئله كثيره تجول في خاطرها. فهي فتاه في العشرين من عمرها لكن روحها أصبحت روح أمراه عجوز بسبب ذلك الحزن الذي كسر كل معاني الفرح داخلها. فهي أصبحت لا تري في الدنيا سوى الوجه الأسوء لها،بعد ما كانت هي تلك الفتاه التي تحب الحياه تعشق الالوان وجهها كان يمتلئ بالحيويه ،كانت تلعب وتضحك وتفعل كل ما يحلو لها. لكن الآن أصبحت بهذا الشكل من الأنطوائيه والحزن الدائم.

أسئله كثيره لا تجد لها سوى أجابه واحده . (أنه) هو سبب كل هذا . سارت كثيرا حتي وصلت الي أحد الكافيهات التي تطل علي النيل مباشره. لا تعلم كيف وصلت إليه ؟ ولماذا هذا المكان بالتحديد؟ لماذا تريد دائما أن تفتح تلك الجروح القديمه؟ اوقفت التفكير لدقائق حتي أصبحت داخل ذلك الكافيه. تذكرت ذلك البعيد القريب،تذكرت عندما كان يسير بجانبها يمسك يديها بقوه مليئه بالحنان والأمان خوفا من أن تترك يديه ، فهي كانت في ذلك الوقت تعني له الكثير، أدارت وجهها يمينا فرأت عاشقين يجلسان علي ذلك المقعد الخشبي و وجههما مليئ بالسعاده. فعادا بها إلي ذكريات طالما حاولت أن تنساها،فأكملت السير إلي أن وصلت إلي نفس الطاوله التي كانا يجلسان عليها سويا .

جلست ووضعت سماعات الاذن التي تعشقها لأنها تبعدها عن أزعاج هذا العالم وتجعلها تعيش في عالم خاص بها. ونظرت طويلا إلي ذلك النيل الراكد الهادئ كركود مشاعر ذلك البعيد القريب لا تعلم كيف مرت كل تلك الفتره بدونه ،،فهي حقا لا يمكنها أستيعاب أنه أصبح خارج حياتها، (وأنه أصبح أبعد شخص ولكنه الأقرب.) نظرت إلي تلك العماره البعيده التي تقع علي الجهه الأخري من النيل ،وتذكرت كلامه عندما قال لها أنه يريد ان يعيشا سويا في مثل تلك العماره وأن يكملا حياتهما معا. طالما كانت تصدق حديثه لانها تعلم أنه الرجل الأصدق في ذلك العالم.

كانت تري فيه أمان الأب و أحتواء الام و قوه الاخ وعطف الاخت و وحنان الصديق . كانت تري فيه العالم بأكمله، أغمضت عينيها وأخذت نفس عميق لعل ذلك الهواء البارد يجعل تلك الحمم التي تشتعل بداخلها تبرد قليلا. لعلها تفكر بشئ أخر يبعدها عن تلك الذكريات الجميله القاتله. ولكن بدون جدوى، ففي تلك اللحظه أرتفع صوت سماعاتها بأغنيه أهداها أياها يوما. يااااااااه… كم تعشق تلك الاغنيه !!

في تلك اللحظه رأت وجهه مرسوم علي سطح النيل وأصبحت لا تقوى علي أن تمنع دموعها تنهمر علي خديها. وجودت نفسها تمسك بهاتفها وتكتب له رساله… (كم اشتقت إليك ،أتمني ان تكون بخير) لا تعلم لماذا؟ ولا كيف ؟ وما هي العواقب التي سوف تحملها تلك الرساله ؟ لكنها منعت نفسها من التفكير في ذلك فهي حقا أشتاقت إليه أكثر من أي شئ، رغم أنه من تركها ورحل بدون رحمه لم يكترث لمشاعرها ولا حياتها ومستقبلها بعده .

ياالله….فكم هو أناني؟ كيف تعشقه كل هذا وهو أنسان لا يهتم سوى بحياته فقط . نظرت إلي السماء ومسحت دموعها،همت أن تشكيه لربها . لكنها وجدت نفسها تدعيه أن يجمعهم سويا مره اخري.
————

هدير رمضان علي
(مشروع كتاب)

logo

شاهد أيضاً

ابراهيم على‬ يكتب: ‏وجع بنت‬!

عدد المشاهدات = 100547 ارتباطهم كان مجرد شىء روتينى لاى شاب شاب قرر انو يضحك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.