الخميس , 28 مارس 2024

عادل عبدالستار يكتب: قلق الامتحانات..الأسباب والحل!

= 2135

—–

إن ما دفعنى لكتابة فى هذا الموضوع الآن هو قرب الامتحانات وما تصحبها من حالة توتر وقلق شديد سواء داخل النفس او داخل البيت ؛ فأردت أن أوضح خطورة هذا الأمر وأسبابه و الحل للتخلص منه .. حسب ما أوضحه الطب النفسى فى هذا الشأن ….ونقول:

ان قلق الامتحان… هو إنشغال زائد بشئ كلما قللت الانشغال به زادت انتاجية الشخص، فالإنسان لديه قدرات معرفية هذه القدرات تتأثر سلبا بالقلق .. فكلما زاد الانشغال قلت الانتاجية وهنا تأتى الخطورة من القلق قبل الامتحانات لأنها تقلل الانتاجية وهذا يؤثر على أداء الطالب فى الامتحان …ولكن هل هذه القاعدة تنطبق على كل مستويات القلق… ؟

يجيب العالم الشهير “دادسون” على هذا السؤال ويقول: إنه كلما زاد القلق زادت الانتاجية إلى أن يصل هذا القلق إلى حد معين ثم تبدأ تقل تلك الانتاجية وهذا يؤكد أن القلق البسيط واليسير مطلوب للانتاجية لانه إن لم يتواجد القلق البسيط هذا فلن يجتهد الانسان ..لن يذاكر ..لن يهتم … ولن يسعى للارتقاء بنفسه … ولكن اذا زاد هذا القلق عن الحد الطبيعى..فحينها الأمر كله يتغير للسلب:

أسباب قلق الامتحانات:

1/ الشخصية …. هل هى شخصية قلقه بطبعها … هل هى شخصية متوازنة …فالشخصية القلقه ستتوتر اكثر بقرب موعد الامتحان واثناء ايام الامتحانات
الحل … أن من يعرف انه من الشخصيات القلقه بطبعه عليه ان يبحث عن كل ما يساعده على الهدوء … فإذا كانت المذاكرة مع الآخرين تساعده فليعمل هذا … اذا المشى اثناء المذاكرة يجعله اكثر هدوء فليقم بهذا …هناك من يتأثر كثيرا بالامور الروحانية ..مثل الصلاة ..الاذكار…ربما القيام بعمرة …اذا كل تلك الامور تساعده على الهدوء فعليه ان يقوم بها قبل واثناء الامتحانات.

2/ سقف التوقعات …. احيانا يضع الطالب سقفا عاليا لنفسه فهو يتوقع أن يحصل على 100% مثلا، فاذا أخفق فى مادة من المواد فهذا يصيبه بالقلق والتوتر مما يؤثر عليه بالسلب فى باقى المواد.

الحل …. على الطالب أن يكون واقعيا عاقلا..وعليه ان يعلم انه دائما ربما يحدث هذا حتى فى حياته بشكل عام ..وعليه ان يعلم انه حتى وإن أخفق فى ماده فهذا لا يعنى نهاية الدنيا فهو لا يعلم إين الخير له… فقط عليه ان يجتهد وأن يأخذ بالاسباب ثم النتائج يتركها لله عزوجل.

3/ عدم إدراك الطالب لقدراته الحقيقية ….فربما كانت قدرات الطالب متوسطه وهو يعتقد انه مميز ومبدع وكذا وكذا ثم حين يخفق هذا الطالب يصاب بالتحطيم الداخلى وهذا التحطيم يزيد القلق وزيادة القلق يقلل الانتاجية ويظل هكذا داخل تلك الدائرة المفرغه.. تحطيم ثم قلق ثم قلة إنتاجية.

الحل … على الطالب ان يدرك قدراته الحقيقية والفعلية..ويستطيع ان يعلم هذا عن طريق ما أنجزه وما قدمه لنفسه وللاخرين خلال حياته عموما … فهو مثلا لا يعرف حتى أن يحجز لوالده فى عيادة دكتور … فهل من المعقول ان يكون مميز !! فالشخص المميز لا يخطأه احد ويجد نفسه رائد بين اهله واصدقائه حتى دون أن يسعى هو الى ذلك … فاكتشاف قدرات نفسى والاعتراف بمستواها وقدرها الحقيقى أمر مهم فى تلك الحالة.

4…عوامل اسرية …. ربما كانت هناك مشاكل او فتور فى علاقه الاب والام ومع قلق الامتحانات تبدأ تلك المشكلات فى الظهور وهذا ينعكس على الطالب …. وربما يرى بعض الاباء والامهات ابنائهم مقصرون لانه ربما كان الاب والام من الشخصيات القلقة اساسا فنجد انه كلما هدأت الابناء قبل واثناء الامتحانات نثيرهم نحن بأسئلتنا وانتقاداتنا.

الحل …. على الاسرة أن تبذل مجهودا اكبر فى تلك الايام ويحتوا مشاكلهم ويكونوا اكثر هدوءا حتى لا ينعكس هذا على اولادهم فيزيد هذا القلق والتوتر لديهم فى تلك الايام …. ثم على الطالب أن يقيم وضع البيت والاسرة (اذا كان سنه يسمح بهذا ) فربما كانت المذاكرة خارج البيت افضل له … او أن ينعزل بعض الشئ داخل البيت فى ايام الامتحانات حتى يبتعد عن جو البيت المتوتر وهكذا..

اخيرا … هناك من الطلبة من يقبل على الامتحانات و زاده قليل !! فماذا يفعل ؟ الامتحان أمامه والماضى من خلفه قد ذهب وكان عليه أن يستزيد ؛ وفى تلك الحاله عليه أن يقسم المادة الى الاهم ثم الاقل أهميه …فيهتم بما هو مهم فى الماده او بما هو متوقع ان ياتى فى الامتحان …عليه أن يسعى الى منتهى التركيز وأن يستعيد كل لياقته الذهنية فى هذا الوقت القليل الذى لديه.

والنقطة الاهم على الاطلاق …ان اصحاب الشخصيهة القلقة عليهم أن يبتعدوا تماما عن أخذ المنبهات فهذا خطأ لانها بتزيد القلق والتوتر عنده ….وقد اوضحت دراسه حديثه قامت بها الامانه العامه للطب النفسى على عينة من الطلبه بلغت 10 الاف و 648 طالب وطالبه وقد تبين ان نسبه تعاطى المخدرات هى 0.68% اى يزيد قليلا عن نص % وتبين ان نسبة 40.9% ممن يتعاطون يأخذونها للتخلص من التوتر وهذا هو الخطأ الكبير لانه يزيد التوتر وليس العكس
حفظ الله كل طلابنا ووفقهم … حفظ الله الله مصر …ارضا وشعبا وجيشا

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6621 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.