الخميس , 25 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: 6 ثواني الفرق بين الحق والباطل!

= 2425

—-

قٌدر لى أن اشاهد مقطع فيديو مدته ٢ دقيقه و ٢٦ ثانية لشيخ جليل يخطب فى احد مساجد السعودية ، والمقطع ما هو الا جزء من خطبة كاملة مدتها ٢٢ دقيقه و٣٣ ثانية ، وفى المقطع يقول الشيخ ان من هو ليس سعوديا فعليه ان لا يدخل هذا المسجد مرة اخرى ، فهذا المسجد للسعوديين فقط ، هنا انتهى المقطع وبدأ فى الانتشار تعمدا بالطبع ، ولقد شاهدت بنفسى المقطع على اكثر من صفحه من صفحات التواصل ، وكل شخص وضع العنوان الذى يناسبه ، فهناك من قال .. شيوخ بن سلمان يطردون المسلمين من المسجد ، وهناك من قال شيخ يمنع اليمنيين من الصلاه وهكذا ، ولكن المحزن حقا ان هذا المقطع شاهده ١٥٩ الف شخص!!!! تخيلوا حضرتكم هذا الرقم وربما كان على صفحه واحدة !! والحقيقه أيها السادة غير ذلك تماما ففى الدقيقة ٢ و ٣٢ اى بعد ٦ ثواني فقط من نهاية هذا المقطع الذى تم قصه وقطعه تعمداً نجد الشيخ يقول ان ما قاله كان من باب السخريه والنقد على مظاهر العنصريه التى بدأت تنتشر فى بلادنا وكان هذا أساسا هو عنوان الخطبة .

أيها الساده ما اريد ان أقوله فى هذا المقال الآتى:

١ / ١٥٩ الف شاهدوا هذا المقطع والاف من التعليقات السلبيه بالطبع تجاه الشيخ الجليل ، لم يكلف كل هؤلاء أنفسهم ان يفكروا ان يرجعوا لأصل الفيديو و أصل الخطبة وحينها كانوا سيعلمون الحقيقة بعد ٦ ثواني فقط ، آلاف الأشخاص شاهدوا الباطل على الرغم ان الحق كان على بعد ٦ ثواني منهم ، وأقول لهم يا قوم مالكم كيف تحكمون ؟!

٢/ هذا الشخص الذى قام بقص المقطع هو يعلم تماما الحقيقيه ولكن تلك هى خطته وهذا هو هدفه السيئ وهو لا يريد بِنَا خير بالطبع ، وتم توظيف المقطع بأكثر من شكل خصوصا الشكل السياسي ، تخيلوا الى تلك الدرجه هؤلاء يسلكون اى طريق للوصول لغايتهم حتى ولو كان الدين نفسه !!! وصدق استاذى المسلماني حين قال … يتحدثون فى العلن عن الخلافة ويتحدثون فى الغرف المغلقة عن الإمارة ، يدعون هدم الدوله لإقامة الامه ثم يتركوننا فى العدم. فلا دوله ولا. أمه

٣/ إن هذا يحدث كل يوم وبشكل ممنهج جدا ، أرجو ان لا يعتقد القارئ الكريم أنى اؤمن بنظرية المؤامرة … لا.. أنا لا اؤمن بهذا ولكن اؤمن ان الجميع يعمل تجاه تحقيق مصلحته وعلينا أن نعرف نحن أين مصلحتنا ومصلحة ديننا وبلادنا..

أيها السادة …. عندما أجرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية دراسة تحليلية لأكثر عشرين موضوعا جرى تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي – من تلك التي تتضمن كلمة السرطان في عناوينها – تبين أن أكثر من نص وأكثر من خبر تضمن ادعاءات رفضتها الهيئات الصحية والأطباء باعتبارها غير صحيحة.( مثل ان يقول الخبر هذا الدواء ليس فعال مثلا وهكذا )..

و كانت الصدمة فى الدراسة انهم وجدوا أن عدة ملايين من الأشخاص رأوا مثل هذه الموضوعات مثيرة للاهتمام،. لدرجة أن هناك من توقف بالفعل عن أخذ الأدوية التي وصفها لهم الأطباء تأثرا بتلك الأخبار الكاذبه التى روجتها شركات أدوية منافسه … تخيلوا حضرتكم … حتى صحة الناس لا قيمة لها طالما تتعارض مع مصلحتهم . لذلك دعوتى ورسالتى للقارئ الكريم انه في كل الأحوال، يتعين على المرء توخي الحذر حيال ما يقرأه..

ولكى يتسنى لنا معرفة ما إذا كان ما يطالعه الشخص منا على “فيسبوك” أو “تويتر” أو اى وسيلة اعلاميه صحيح أم انه من تلك الأخبار الكاذبه أو المعده تعمدا لتحقيق هدف مٌعين ، ينبغي علينا البحث عن مصدر الموضوع، أو بعبارة أخرى وسيلة الإعلام التي نشرته، وذلك لتتحقق مما إذا كانت هذه الوسيلة تحظى بسمعة جيدة، سواء كانت صحيفة أو موقع إلكتروني أو محطة إذاعة أو تليفزيون..

– علينا أن نتأمل فى الخبر جيداً وننظر له بعمق وتأنى ولا نحكم على الخبر من ظاهره ، ولا نجعل من عقولنا مجرد وعاء يلقى فيه من شاء ما يشاء وقتما شاء …

حفظ الله مصر ….. أرضا وشعبا وجيشا

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 3010 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.