الخميس , 25 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: همسات فى أذن أرملة

= 6460

هناك سؤال توقفت أمامه طويلا… ماذا عن الزوجات اللاتي يفقدن أزواجهن وهن كثيرات في مجتمعاتنا العربية؟ …ماذا عن كل تلك الارامل؟ ..وكيف سيواجهون الظروف والحياة الجديده التى فُرضت عليهم بقضاء الله وقدره؟ والسؤال الاهم على الاطلاق هل هؤلاء مؤهلون نفسياً لمواجهة مثل تلك الظروف؟

وهذا ما سوف نوضحه فوق السطور القادمة وما أشار اليه الطب النفسى من مهارات ومفاهيم يجب أن يعرفوها جيداً لتكون عوناً لهم وشعاع نور يستدلون به الطريق:

أولا : قبل أن ابدأ فى عرض تلك المهارات اريد اولا ان اخاطب وجدان المجتمع واهمس الى افراده جميعا وأقول علينا جميعا أن نتفهم البنية النفسية لهؤلاء ، علينا أن نكون سنداً لهم معنويا على الاقل ، علينا أن نكف السنتنا عنهم ، فيكفى ما هم فيه ،فلقد اصبحوا بين أمرين كلاهما مر أصبحوا بين الحاجة والحرج ، ويكفى ما يتحملونه من عبئ نفسى فى المقام الاول وربما عبئ مادى ايضاً ، لقد سمعت بنفسى مجموعة من النساء يتلمزون على إحدى الارامل لانها قررت أن تتزوج ، اكرر ..تتزوج اى أمر مشروع وحلال ورغم ذلك لم تسلم من القيل والقال ، ولا ادرى ما الجريمة التى ارتكبتها فى ذلك ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر اذا ما قررت أن تظل بجوار ابنائها تربيهم وترعاهم ايضا لا تسلم من الهمس واللمز ، وتجد كل سيدة فى محيطها تنظر اليها وكآنها ستخطف زوجها منها ولذلك دائما نلاحظ بعض التعليقات او التحفظات ، أو أن نجد بعض اصحاب النفوس السيئة الضعيفه يعتبرها وكآنها صيد سهل فيبدأ باللعب عليها وهكذا ، كل تلك الامور لا تليق أن تصدر من افراد المجتمع الذى كان لزاماً عليه أن يكون عوناً لها وسند ، لا أن يصبح معول يهدم ما تبقى من كيانها.

ثانياً: أما عن المهارات والمفاهيم التى اشار اليها الطب النفسى فنقول:

1- في غالب الأحوال نجد أنه عقب وفاة الزوج يحيط الأهل والصديقات بالأرملة للمواساة ولإبداء التعاطف ويسرفون في إبداء الاستعداد للمشاركة في المسئولية، من قبيل إظهار الحب لها، فتشعر بالرثاء البالغ لنفسها وتزرع داخلها الإحساس بسوء الحظ وتضيف إليه قلة الحيلة، وتركن إلى انتظار المساعدات (الخارجية) لتعويضها عن خسارتها الفادحة، وقد تحصل الأرملة عادة على كثير أو قليل مما تريده في الأيام والشهور الأولى عقب ترملها، ثم يستشعر من حولها ثقل المسئولية ويتباعدون تدريجيًّا ، لذلك رسالتى لها أنه من الأفضل أن تسارع الأرملة بالاستقلالية وطرد (فكرة) قلة الحيلة من ذهنها، وزرع حقيقة أنه سبحانه وتعالى عندما يختبر إنسانًا فإنه يُعِدّ له الأسباب التي تؤهله للنجاح.

2- تٌغالي بعض الأرامل في ذكر مزايا الزوج الراحل أمام الآخرين الذين يشعرون بهذه المبالغة بالطبع، ولكن تلك المبالغة تضخم الإحساس بالفقد لديها وتزيد إحساسها بالألم كما أشار الطب النفسى لهذا ولذلك عليها أن لا تستدعى من الذاكرة ما يُزيد ألامها وأحزانها ، وأن تتعايش مع الواقع القائم.

3- قد تمر الأرملة بمشاكل مادية؛ بسبب نقص الموارد المادية بعد وفاة زوجها، وهنا يكون أمامها خياران : إما تقليل النفقات قدر الإمكان وطرد الإحساس بالضيق، أو السعي للالتحاق بأي عمل حتى لو كان يدويًّا أو في المنزل مع ضرورة التوقف عن رثاء النفس ومقارنة حياتها الحالية بالسابقة حتى لا تزيد صعوبة الحياة على نفسها.

4- بعض الأرامل يتخذون قرار الزواج ولكن يتعرضن لرفض الأهل للزواج الثاني والنابع من عادات اجتماعية لا أساس لها في الدين، وغالبًا ما تستسلم الأرملة وتظل تبكي طوال حياتها على فوات الفرصة في الزواج الجديد، وتقوم بشحن نفسها ضد أهلها وتغذي بداخلها الإحساس بالاحتياج إلى رجل في حياتها، وتربط بين كل ألم تعاني منه وبين فقدانها للزوج، ويصل بها الحال الى عدم الاهتمام بنفسها وحتى عدم الاهتمام بأبنائها كأم ، ورسالتى لها أن الأرملة التي ترغب في الزواج ويتقدم لها خاطب مناسب دون تقديم تنازلات جوهرية حتى لا تدفع الثمن بعد ذلك، ويرفض أهلها زواجها فإن أمامها خيارين: إما الاستسلام لرفض الأهل وعليها فى هذه الحاله محاولة إيجاد أفضل حياة ممكنة بدون زواج، وأن تستمتع بما (تبقى) لديها في الحياة وأقصد به أبناءها،ويمكنها الاستمتاع بصداقتهم وأن تقوم بدوري الأب والأم معًا، وتتشاغل بإرادتها عن احتياجاتها العاطفية والحسية ، أو إنها تصر وتصمم على موقفها وتوسط العقلاء في الأسرة وإخبارهم بحزم بأنها تريد الزواج ولن تتنازل عنه، وأن من الأفضل قبول هذه الحقيقة، وبالطبع ستواجه عقبات كثيرة ومواقف مؤلمة، وربما بعض الإهانات وعليها تتجاهل ذلك والتركيز على أنها ستفوز بالزواج فى النهاية ولكن عليها أن تحسن الاختيار حتى لا يدفعها الى التخلى تماما عن أبنائها معنويا على الاقل.

5 – هناك من الارامل من يقعون فى مشكلة أن تكره أولادها لأنها ترى أنهم عقبة أمام زواجها الثاني، فمن سيتزوج أرملة ولديها اولاد هكذا تقول لنفسها دائما ، ورسالتى لها بأن تقول لنفسها: بأن إحتياجتها العاطفية والحسية قد حصلت عليها لبعض الوقت وأنا أفضل من البنات اللاتي لم يتزوجن وأيضًا من النساء اللواتي لم ينجبن وطلقن لهذا السبب، ودفعن فاتورة الطلاق الباهظة ،.ولذلك نحذر من تفريغ الأرملة شحنات حزنها في أولادها، وبحثها دائمًا عن التعاطف من الناس وكأنها تريد منهم أن يعوضوها عن موت زوجها.

6 – تهمل بعض الأرامل حماية أنفسهن من الرجال العابثين فتصبح الواحدة منهن مطمعًا سهلا لأي رجل يبحث عن ضحية، حيث يتصيد إحساسها بالحرمان فيبدأ في حصارها بالاهتمام بها حتى يستغلها عاطفيًّا، ويقول الطب النفسى أنه على كل أرملة أن تتحفظ مع الرجال عامة ولا تلجأ للحديث مع أي رجل عند إحساسها بالوحدة حتى لا تحرضه على إيذائها.

7- يحتل الخوف من الدنيا مكانًا ملحوظًا لدى الكثير من الأرامل؛ إذ يفتقدن الأمان بعد وفاة الزوج، ويتخلين عن أحلامهن السابقة في الحياة، وكأن حياتهن انتهت مع وفاة الزوج، ولكن عليك أن تؤمنى بانه دائما ( كما نعتقد نكون) وتيقنى من أنه بإمكانك وحدك صنع حياة أفضل لنفسك متى عرفت أن كل لحظة في الحياة هي (نعمة) غالية فمن الظلم لنفسك إهدارها في التألم من واقع يستحيل تغييره؛ لذا فمن الأذكى أن تصنعي حاضرًا أفضل، وأن تزيدي من تنمية قدراتك في الحياة ، مما يشعرك بالعزة ويبعدك عن الشعور بقلة الحيلة ؛ وابتسمي للحياة وأضيفي لنفسك كل يوم أي شيء يفيدك دينيًّا ودنيويًّا.

أخيراً : اقول .. سيدتى دائما تحلى بالامل حتى تهزمى به الألم … وتحلى بالرجاء حتى تقهرى به اليأس … وزينى وجهك دائما بأبتسامة الرضا فهى علاج كل شئ.

حفظ الله كل نساء المسلمين ,,,,, حفظ الله مصر ,,,, أرضا وشعبا وجيشاً

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 3463 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.