الخميس , 25 أبريل 2024
زواج المسلمة من غير المسلم محرم شرعا

الأخلاق مقياسا لدرجة الإيمان

= 5479

—–

أعدتها للنشر: فاطمة الرفاعي

من منا يتصور أن يكون أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، إذا أقمنا مسابقة بين المسلمين على تكملة الحديث، فقلنا لهم : أكملوا الحديث : ” أكمل المؤمنين إيمانا…..” كم منهم يتصور أن تكون التكملة أحسنهم خلقا، ما علاقة الخلق بالإيمان؟

الإيمان قوة عاصمة عن الدنيا .. دافعة إلى المكرمات ومن ثم فإن الله عندما يدعو عباده إلى خير أو ينفرهم من شر .. يجعل ذلك مقتضى الإيمان المستقر فى قلوبهم.

وما أكثر ما يقول فى كتابه: ” يا أيها الذين آمنوا ” ثم يذكر بعدُ ما يُكلفهم به: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة/119]” مثلا.. وقد وضح صاحب الرسالة أن الإيمان القوى يلد الخلق القوى حتما .. وأن انهيار الأخلاق مرده إلى ضعف الإيمان .. أو فقدانه .. بحسب تفاقم الشر أو تفاهته.. فالرجل الذى ينكب جيرانه ويرميهم بالسوء .. يحكم الدين عليه حكما قاسيا .. فيقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :

“لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه ” وتجد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يعلم أتباعه الإعراض عن اللغو .. ومجانبة الثرثرة والهذر يقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت “

إن الأخلاق الفاضلة من نحو أعمال القلب والعقل والجوارح واللسان مثل صدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والرفق والرأفة، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، وكذلك حب اللّه ورسوله، وخشية اللّه والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك، كلها داخلة في مفهوم العبادة، وذلك أن العبادة هي الغاية المحبوبة للّه والمرضية له ، كما قال تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات/56] “.

وبها أرسل اللّه جميع الرسل، كما قال نوح لقومه: ” يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف/59] ” والدين كله داخل في العبادة التي تتضمن غاية الذل للّه بغاية المحبة له ، ومن هنا تكون فضائل الأخلاق ومكارمها داخلة في إطار الدين وركنا أساسيا من أركانه.

إن هذه الأخلاق الإيمانية – كما أطلق عليها ابن تيمية – هي وجه من الوجوه التي يتفاضل فيها الناس فيما يتعلق بزيادة الإيمان ونقصه، يقول – رحمه اللّه تعالى-: من المعلوم بالذوق الذي يجده كل مؤمن أن الناس يتفاضلون في حب اللّه ورسوله وخشية اللّه، والإنابة إليه، والتوكل عليه، والإخلاص له، وفي سلامة القلوب من الرياء، والكبر والعجب، والرحمة للخلق والنصح لهم، ونحو ذلك من الأخلاق الإيمانية، ومصداق هذا قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» .

شاهد أيضاً

المفتي: دار الإفتاء تستقبل 5000 فتوى طلاق شهريا يقع منها واحد في الألف

عدد المشاهدات = 10211 أعلن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه يأتي إلى دار الإفتاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.