الخميس , 25 أبريل 2024

فاطمة الرفاعي تكتب: حرية إبداع بلا قيود !

= 2839

جاءتني المرحة تقفز كعادتها لكن شمس بسمتها كانت ملبدة بالغيوم ..

جلست في هدوء غير معهود وكأنما يسبق عاصفة ..

اعتدلت في جلستي وابتسمت وعلمت أن يومنا حافل بالمغامرات الشقية ..

وبعدما تناولت قطعة من الشكولاتة المفضلة لديها ؛ سألتها كيف كان يومك في الجامعة ؟

قالت : لا بأس

قلت : ما أخبار زميلات الدراسة ؟

قالت: على حالهن لكنهن ثقيلات دم ؛ لا يحسنون غير الانتقاد في حين أنهن لا يفلحن في عشر ما ينتقدن

قلت: هل انتقدتك إحداهن؟

قالت: نعم ينتقدن ثيابي وزيي

كانت عينيها تكاد تغرورق بالدموع

تجاهلت الأمر وقلت لها : ما أخبار الموضة والأزياء ؟

مسحت عينيها بكلتا يديها في حركة طفولية بريئة وابتسمت وقالت : بعض الموديلات لم تعجبني وقد رسمت بعضا خيرا منها وأخرجت دفتر الرسم تريني وكانت بارعة كعادتها في تصميم الأزياء.

قلت لها وأنا أقلب الصور : ما أخبار العائلة وشبكة علاقاتك المتسعة؟

قالت: جيدة جدا؛ ابنة عمي استدعتني البارحة للمشاركة في تصميم الكوشة ووضع اللمسات الأخيرة على فستان عرسها

سألتها : لماذا دوما يستشيرونك في الأذواق والألوان وغيرها؟

شردت لبرهة وقالت : إنهم يمتدحون ذوقي وثيابي بين النساء دائما ؛ فأنا لدي حرية أكثر منهن في الاختيار غير الخاضع لقيود الذوق الاجتماعي أمام الرجال ..

ثم اتكأت ووضعت ساقا فوق أخرى وأقبلت علي بوجهها وقالت ببسمة عريضة : الحجاب الكامل مع النقاب يمنحني مساحة أوسع في المكياج والموديلات بل وحتى تسريحات الشعر .

أردفت : وما لدي من موهبة في التصميم استخدمها في الخروج بمظهر جذاب ومتألق أمام النساء ..

ناولتها قطعة شوكلاتة أخرى وقلت لها : أنت تذكرينني بزبيدة زوجة هارون الرشيد سيدة المجتمع الأولى في زمانها ..

وضعت قطعة الشكولاتة في فمها مرة واحدة وقالت : زبيدة ؟

قلت : نعم لقد كانت صانعة الموضة في زمانها وكانت بنات الأشراف يأخذن عنها الموضة..

كانت تتابعني بحدقتين متسعتين ؛ فأكملت لها : لكنها كانت لا ترتدي ثوبا رآه رجلا ..

يحكى مرة أن ثوبا كان في طريقه إليها وقد تعرض له اللصوص ثم جيء به بعدها ؛ فتصدقت به ولم تلبسه لأن الرجال قد رؤوه.

هنا انفرجت أسارير المشاغبة الصغيرة وقفزت وقالت : نعم ؛

ليس عيبا أن أكون منتقبة ولباسي ساترا

ولا يضير مواهبي بل يصقلها ويزيدها تألقا وحرية وتنوعا

صمتت قليلا ثم ابتسمت وقفزت وقالت : إنني أحب النقاب وأؤمن بالنقاب.. يشعرني النقاب بالأمان .. أشعر بالفخر والتميز لارتدائي النقاب ..

ابتسمت برضا ثم جلست

سألتها : هل شاهدت غزالة من قبل ؟

قالت: نعم جميلة ورشيقة وسريعة

قلت : هل هي أسرع أم الأسد؟

قالت: هي ؛ ثم تفكرت قليلا وقالت : لا أدري كيف يصطادها الأسد فجأة

قلت: لأنها تلتفت للخلف كثيرا خوف أن يدركها الأسد ..

فمن كثر تلفته وقع فريسة مطارده .

ومن انطلق متحررا من قيود الناظرين عاش حرا لا تقوى الشباك ولا بنادق الصيد على الفتك به ..

بالإيمان بما نفعل والصعود على كل صخرة تلقى في طريقك

والتمتع بما نحب بالطريقة التي تروق لنا دون انتظار ثناء من أحد واحتساب الأجر من الله وحده ..

هكذا فقط نصل لغاياتنا بتفوق مدو ..

وحين تصعدي القمم ستنظر إليك العيون باحترام ويترقبون كلماتك بإصغاك ..

قفزت فرحة ضاحكة وقالت : سأتابع نجاحاتي وسيبقى نقابي أكبر دليل على حريتي ولن يثنيني عن قناعاتي انتقادات الأخريات ..

وانطلقت وحزمة البلونات الملونة في يدها وهي تردد : نقابي دليل حريتي وسأصعد القمة وأنا منتقبة

فخورة لأنني منتقبة ..

شاهد أيضاً

المفتي: دار الإفتاء تستقبل 5000 فتوى طلاق شهريا يقع منها واحد في الألف

عدد المشاهدات = 9633 أعلن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه يأتي إلى دار الإفتاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.