الخميس , 28 مارس 2024

هبة حسين تكتب: أدب الحوار المفقود..!

= 1501

Heba Hussain


بدأت بعض الظواهر الغريبة تستشري في الاعلام مما يستوجب وقفة حاسمة لوضع مباديء عامة يتم الالتزام بها في ظل حالة الفوضي والانفلات الاعلامي الذي يعاني منه المجتمع المصري.

ورغم أن الحديث لا ينقطع منذ ثلاث سنوات عن وضع ميثاق شرف اعلامي يكفل حرية الإعلام ويتضمن قواعد مهنية متعارف عليها دولياً كالمصداقية والحيادية وإعلاء المصلحة العليا للوطن ومحاسبة من يحيد عنها، الا أن الموضوع لازال محلك سر رغم خطورة الموقف وتداعياته علي الجمهور.

فبعد ظاهرة «المذيع الزعيم» التي بدأت بعد ثورة 25 يناير والتي يحاول فيها مقدم البرنامج التأثير علي الرأي العام بل ويشخط في المصريين حكومة وشعبا، وجدنا بعض الاعلاميين في الاذاعة والتليفزيون يلجأون الي أسلوب سخيف في محاورة الضيوف أوالتنظير بطريقة غير لائقة لايمكن الا أن تكون وسيلة للتحاور بين الفتوات أوالبلطجية، فيتحول الأمر لاستعراض عضلات وراء الميكروفون. وهناك من يستخدم أسلوب الاستهجان والسخرية من شخصيات عامة أوكبار المسئولين  ويخاطب وزيرا بكلمة: «يا حبيبي» وكأنه ينهي طفل عن فعل خاطيء. نوعية أخري تستخدم ألفاظا سوقية وعبارات هزلية لتظهر بصورة المذيع «الروش» الذي يجاري المفردات الحديثة التي تقتحم حياتنا بلا استئذان.

باختصار وبدلا من أن يصبح الاعلام قدوة تؤثر في المجتمع ايجابيا وترتقي بسلوكياته نجده ينقل الي البيوت لغة الشارع لينشر الأسلوب المتدني في الحوار لدي بعض الفئات. الكارثة أن من بين هؤلاء أسماء معروفة تخاطب الناس من خلال عدة منابر ويقلدهم بعض صغار الاعلاميين بمزيد من التجويد وكأن كلا منهم يريد أن يضع بصمته الخاصة. من الطبيعي أن نختلف في الرؤي والآراء، فالاختلاف سنة الحياة ولكن أن يتحول الخلاف الي وصلة ردح فهذا غير مقبول. ولهؤلاء أقول راجعوا أساليبكم المستفزة وشاهدوا الحوارات الراقية علي قناة «ماسبيروزمان» والتي جعلت أسماء مثل ليلي رستم وطارق حبيب وأماني ناشد وغيرهم كثيرين محفورة في ذاكرة المصريين. حتي ملك الحوار مفيد فوزي الذي يحاصر الضيف بأسئلته لم يتجاوز حدود اللياقة يوما. أما الأسلوب الهمجي الذي يتبعه البعض علي الشاشة أوعبر الميكروفون بدعوي حرية التعبير فهووصمة للمهنة ولتاريخكم فيها.

أطالب بدعوة جادة لتنظيم وضبط الأداء الاعلامي، وقد نص ميثاق الشرف المقترح علي أن للإعلاميين حرية إبداع وتشكيل المحتوي في إطار من المهنية والذوق والأخلاقيات والآداب العامة، كما حث علي مراعاة أصول الحوار وآدابه واحترام ضيوف الحوار وحقهم في شرح آرائهم دون مقاطعة وكذلك حق المواطنين في المعرفة وعرض وجهات نظرهم علي اختلاف توجهاتهم في الموضوعات الجماهيرية . فهل هذا كثير اذا كنا بالفعل نسعي للارتقاء بالمجتمع وسلوكيات أبنائه؟!

—————-

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6544 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.