الخميس , 28 مارس 2024

داليا جمال تكتب: عذرا يا .. «وزير الميكروفون»!

= 1849

Dalia Gamal

 

في خطوة عنترية قام معالي وزير الخارجية بإزاحة ميكروفون قناة فضائية معادية لمصر   ، في تصرف ينم عن الحسم والقوة لوزير خارجية دولة كبيرة بحجم مصر..كل هذا جميل..أما أن تتبدل الأحوال ليخرج علينا نفس الوزير بتصريح غريب ليقول علي الملأ أن مصر ليست دولة رائدة ولا تسعي للرياده  فهو مالم ولن نقبلة أو نفهمه..!!

مصر مين اللي مش رائدة يا معالي الوزير !!

مصر ذات التسعين مليون نسمة وصاحبة السبعة آلاف سنة حضارة ومن علمت البشرية القانون والفن والكتابة ووضعت أسس الدولة ليست رائدة!!  مصر التي تمتلك أقوي جيش بالوطن العربي والشرق الأوسط ليست رائدة !! مصر الدولة التي فاز رؤساؤها وعلماؤها وأدباؤها بجائزة نوبل ليست رائدة !!

سأفترض جدلا يا معالي الوزير بأن مصر ليست دولة رائدة من موقعك يمكن تكون شايف حاجة احنا مش شايفينها !! أو تعرف ما نجهله لتؤكد أنها ليست دولة رائدة !!

هنا سيكون من واجبك يا وزير خارجية مصر أن تسعي انت بها للريادة ولاستعادة مكانتها الرفيعة بين الأمم ، لا أن تعلن أن مصر لا تسعي  للريادة !! وإذا لم تكن تسعي للريادة فإلي ماذا ستسعي مصر ..هل للتبعية !! أم أن من أهداف سيادتكم صباح كل يو السعي نحو التقليل من شأن مصر !! وهل تجتمع سيادتك بمساعديك في وزارة الخارجية لوضع خطط عدم السعي نحو الريادة الدولية !! وإصدار أوامرك بالتزام التبعية ، وعمل دراسات  «لتهييف الدولة»!!

مصر الدولة القوية الشامخة الضاربة في عمق التاريخ والتي تمتاز  بقوتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، والمتفردة باستقرار سياسي حقيقي لا تحظي به أي دولة أخري في المنطقة …وتقول إنها ليست رائدة !!

عفوا معالي الوزير فقد خانك التعبير وتخلت عنك الكياسة والفصاحة وأعطتك الدبلوماسية ظهرها بمثل هذا التصريح الذي سيحتسب ضدك "سقطة تاريخية " .

وكيف يصرح وزير خارجية مصر بأن مصر دولة ليست رائدة  ، ورئيسها يعلن أن مصر هي أم الدنيا وهتبقي أد الدنيا !!

أد الدنيا إزاي وهي ليست رائدة معاليك !! أما أن يكون تصريحك هو مغازلة رخيصة لبعض دول قال فيهم الرئيس السادات " هو كل واحد بقي عنده نخلتين وخيمة عالبحر عمل فيها دولة !! فاعتقد بأن سيادتك مطالب بقراءة التاريخ جيدا لتعرف كيف تصبح وزير خارجية لدولة بحجم مصر العظيمة والرائدة ..فالريادة ليست باستبعادك للميكروفون!!

ولتتعلم سيادة  الوزير ان بلدك عظيمة ورائدة حتي ولو لم تكن كذلك..وسقطتك التاريخية لن تقلل من شأن مصر ولن تهدر ريادتها .ولكنها تصيبنا بالإحباط وتعلي من شأن أشباه الدول من حولنا وتمنحهم الأمل ليطالوا هامة مصر صاحبة أقدم حضارة في التاريخ رغما عمن لايري ومن لا يعي.

———–

daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6298 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.