الأربعاء , 18 يونيو 2025

فاطمة المزروعي تكتب: التواضع يا هؤلاء!

= 1721

Fatma Mazro3y

 

توجد حالة غريبة من التنكر والجحود في كل مجتمع إنساني، بل إن قصص التنكر نسمعها بين وقت وآخر، لعل من أشهرها وأكثرها هي تلك التي تحكي عن جحود الأبناء للأب أو للأم، وهذا من وجهة نظري يعد من أعظم الأمثلة على التنكر، لكن في الحقيقة هناك حالات أخرى للجحود، ونسيان جميل الآخرين عليك، فهناك الطلاب الذين نسوا معلميهم، وهناك الحرفيون الذين تجاهلوا من دربهم، وهناك الرياضيون الذين وصلوا إلى قمة الشهرة ونسوا من مدهم ودربهم على الأساليب التي وضعتهم على مشارف التفوق.

وبالمثل، هناك الأدباء على مختلف ميولهم من الروائيين والقاصين والشعراء وغيرهم ممن وجدوا في بداية طريقهم المساعدة والتشجيع والتصحيح لأخطائهم وتقويم تجاربهم حتى انطلقوا، هم أيضاً يوجد بينهم من مارس التنكر المالح الموجع. لا يفكر أي مبدع بأنه وصل إلى القمة دون مساعدة، دون أن تكون هناك يد مُدت له العون، والعلماء العظام على امتداد التاريخ لم ينسوا دوماً كل من وقف خلفهم وساعدهم، وعلى منصات التفوق دوماً كانوا يبدؤون خطبهم بتذكر من ساعدهم، هذه ميزة وفضيلة وليست نقصاً أو عيباً.

يقول العالم إسحاق نيوتن أشهر علماء الفيزياء والرياضيات في العالم «إذا كنت استطعت أن أرى أبعد من غيري فلأنني وقفت على أكتاف عدد كبير من العمالقة».

هذه فضيلة التذكر، وفضيلة إسداء المعروف إلى أهله دون تعالٍ أو تكبر، عندما تتمكن وتنجح من الصعود لأي قمة من قمم الحياة الكثيرة، في غمرة فرحك وسعادتك، تذكر دوماً من دفعك نحوها دفعاً.

 

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: قافلة الصمود.. مع من.. وضد من؟

عدد المشاهدات = 3300 – القافلة .. ظاهرها حق وواجب دينى و قومى وفى باطنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.