عانت السياسات المتعاقبة لوزارة التربية والتعليم من مشكلات مختلفة ظلت ولا زالت تواجهنا بإستمرار في العملية التعليمية ، فعلي الرغم من وجود خبراء للتعليم والتربية علي أعلي المستويات ، ومؤسسات تعليمية وتربوية مختلفة ، ومراكز للدراسات الاستراتيجية وتطوير المناهج التعليمية ، فلا زال لدينا الكثير من المشاكل في العملية التعليمية والتي يمكن تلخيصها في عدة محاور رئيسية أهمها: العلاقة بين المعلم والمتعلم، والمناهج الدراسية وعلاقتها بالواقع ، وحال المعلم المادي ، ومشكلة الثانوية العامة وتنظيمها والتي تمثل جل اهتمام الطلاب وأولياء الأمور..
ولنبدأ هنا أولا بمناقشة المحور الأول وهو عملية تنظيم العلاقة بين المعلم والمتعلم وأولياء الأمور والتي يمكن بلورتها في وجهة النظر التالية:
أولا: المرحلة الإبتدائية: والتي تعتبر من أهم وأخطر المراحل نظرا لطبيعة التعامل فيها مع الطفل الصغير الذي خرج من بيته وهو بؤرة إهتمام والدية ليجد نفسه في عالم واسع لم يألفه من قبل ليأتي هنا دور المعلم الذي لابد أن تكون له مواصفات خاصة وان تحظي عملية اختياره باهتمام كبير اذ يجب انتقاء المعلمين الذين لديهم عدد سنوات وخبرة كبيرة بالتعليم لكي تكون قد تكونت لديهم نتيحة خبرتهم الصبر والقدرة علي توصيل المعلومه بلطف ، ويدرك طبيعة التلميذ النفسية والجسمانية في تلك المرحلة ، فالتلميذ الصغير لا يستطيع التحكم والسيطرة علي نفسه في ذلك العمر فطبيعته تمتاز بكثرة الحركة والاحتكاك بزملائة مما ينتح عن ذلك مشاكل تحتاج الي معلم ذي خبرة وليس معلم حديث التخرج لا يدرك الا ان التعليم هو عبارة عن تنفيذ اوامر من قبله وفقط والا قام بمعاقبة التلميذ أشد العقاب وقد واجهنا مشاكل من هذا النوع كثيرة حيث قام احد معلمي المرحلة الابتدائية بإنذار التلميذ بعدم الحديث مع زميله وعندما تحدث مرة أخري قام بدفعه في الحائط مما نتج عنه وفاته في الحال فتلك كارثة كبري.
وقد أثبتت تجربة المعلم ذي الخبرة في المراحل الإبتدائية نجاحا عظيما حيث اشترطت بعض المدارس التجريبية ان يعمل بالتدريس في المراحل الاولي لديها مدرسي المرحلة الثانوية ، والعائدين من البعثات الخارجية ، ورأينا ان التدريس فيها عملية ممتعه تتمتع بالانسجام التام بين المعلم والمتعلم لذلك نتمني تعميم هذا الامر في كل مدارسنا الحكومية.
ثانيا: بالنسبة للمراحل الأعلي الإعدادية والثانوية: فتنظيم العلاقة في تلك المراحل يحتاج الي منظور مختلف فالعلاقة في تلك المراحل تبدو وكأنها علاقة عداء بين المعلم وطلابه وولي الأمر فالمعلم في تلك المرحلة يعاني من مشاكل كثيرة منها عدم إحكام السيطرة علي الطلاب نتيجة لردود الافعال التي يتعرض لها سواء من الطلاب أو من أولياء الأمور فنري في تلك المراحل من يتعدي علي مدرسية بالسب والضرب ويقف المعلم مشلول الأيدي تجاه ذلك لان السياسة التعليمة تمنع العقاب البدني.
لقد راينا من تلك المشاكل من تعدي علي أحد معلمية بالضرب حتي مات.
من جانب اخر نري ان هناك ما يسمي بأعمال السنة.. فهي سلاح ذو حدين حيث يوجد جزء منها خاص بالسلوك، ولكنه لا يؤثر تأثيرا كبيرا في إجبار الطالب علي الاحترام وسماع معلميه، وهناك ايضا بعض المعلمين من يسئ استخدامها وخصوصا اذا كان لا يراعي الله في طلابه.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين دور خبراء التربية والتعليم وعلماء النفس في إيجاد حل لتنظيم تلك العلاقة؟
فإذا استطعنا تنظيم تلك العلاقة بين المعلم والمتعلم سنعيش في مجتمع متوائم نحصل فيه علي منتج جيد وهو انسان سوي نافع لنفسه وللمجتمع
——————————–
* كاتب المقال إعلامي وعضو النقابة العامة للإعلام الاليكتروني