الأربعاء , 25 يونيو 2025

يوميات موظف حيران| الخروج إلي المعاش (1)

= 1895

بقلم: هبه سلطان

قصة حياتي تشبه الكثير من قصص حياتكم، أعلم ذلك، وأعلم إنكم ربما تشعرون بالملل، لكن انتظروا قليلا، ليكن في قصتي ما هو مختلف عن قصتكم، أنا إبراهيم عبد القادر مهندس زراعي ،أعمل بإحدى المصالح الحكومية، أبلغ من العمر ستين عاما، أحُلت اليوم إلى السن القانوني من وظيفتي الحكومية، اليوم هو عيد ميلادي، احتفل زملائي في العمل بهذا اليوم، فلن أعد لهذه الوظيفة مرة أخرى.

زملائي يقولون: يا بختك يا عم خرجت وانت واقف علي رجلك، علي أساس المفروض اخرج من الوظيفة على نقالة.

البعض الآخر ينظر إليّ وهو يبكي بكاءً حاراً ويقولون: خلاص مش هنشوفك تاني، علي فكرة أنا أحلت على المعاش، مش رايح أموت.
الكل يتحدث، يلوحون بأيديهم، يضحكون، ويبكون، أنظر إليهم بشفقة وأحدث نفسي قائلا:
لا تعلمون أيها الزملاء الأعزاء، بأني شعرت منذ اللحظة التي علمتُ فيها إني خرجت إلي المعاش، بأني طائر يتعلم الطيران لأول مرة بعد أن نبتت له جناحان، طائر فاته الكثير وهو مزروع في الأرض لا يتصور مفارقتها إلا بالموت.

لكن أنا مازالت على قيد الحياة
أتنفس هواء نقياً، سأعوض ما فاتني من مباهج الحياة، فكما تعلمون الحياة تبدأ بعد سن الستين.

كانت تلك الوظيفة تبعد عن سكني ساعة وربع ذهابا، وساعة وربع إيابا، نسيت أخبركم بأني متزوج وأعول ولدين وإبنة، منهم من في مراحل التعليم المختلفة، ومنهم من علي وش جواز.

(يتبع)

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: حين يُصبح البُعد قرباً

عدد المشاهدات = 7249 أحياناً نتساءل لماذا لم تستمر بعض العلاقات بنفس القوة والانسجام؟ ولماذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.