أمر مستغرب ومستفز..حينما تنتهك حقوق الإنسان بدولة ما وفي ذات الوقت وبمنتهي الوقاحة تنتقد ذات الدولة أوضاعا لحقوق الإنسان بدولة أخري، والأعجب أن تحكم دويلة من قبل أسرة تحتكر النفوذ وعائدات ثرواتها في حين يمنع الشعب من استنشاق نسيم حرية الرأي ولا يدرك أي معني للديمقراطية، بينما يتشدق أميرها بها ويدس أنفه بالشئون الداخلية لدولة أصغر محافظاتها تفوق دويلته مساحة وسكانا..
هذا هو حال تركيا وقطر حيال الدولة الأهم بالمنطقة مصر، فالتنسيق العلني والسري ضدها بلغ أشده. فخلف الستار، والذي بات مكشوفا، يتم دعم الإخوان وعملياتهم الإرهابية بكافة الصور والأشكال، وإغداق المال لتأليب الإعلام والمنظمات الحقوقية العالمية ضد مصر، وفي العلن تتوالي الزيارات بين أميرالدويلة الذي خيبت آماله وضاعت أحلامه والخليفة العثماني الموهوم.
وكانت الزيارة الثالثة لأمير قطر لتركيا مؤخرا علامة فارقة في هذا التحالف «المشين»، حيث عبر خلالها ذلك الأردوغان عن القلق العميق إزاء الحكم بالسجن المؤبد علي المعزول، بينما استنكر «خائب الرجاء» الزج باسم قطر بحكم يتضمن ادعاءات مضللة تخالف سياسة قطر تجاه الدول الشقيقة ومن بينها مصر!
واللافت خلال قمه«القزمين» ما طالعتنا به وكالات أنباء البلدين بمدي التجانس والتناغم في رؤيتهما للقضايا الإقليمية، الذي مثل باعثه الوحيد تلاقي سياستيهما في دعم الإرهاب والإخوان، وأيضا التوافق في الرؤي حيال العديد من الأزمات والقضايا، التي تشهدها المنطقة كثورات الربيع العربي، والمستغرب أن تلك الدويلة محصنة ضد فيروس هذا الربيع بالرغم من أن شعبها المغلوب علي أمره بحاجة ماسة للتعرف عليه، مهم وقف هذه الدويلة عند حدودها الطبيعية، فعلي المستوي العربي بات الجميع، بما فيهم دول الخليج، يدركون خطورة سياستها المغردة خارج السرب واستخدامها لأدوات غير مشروعة لتحقيق أهداف قوي أخري تمتد لدعم الإرهاب الداعشي وتسليح ما يعرف بالمعارضة المعتدلة لتفتيت الدول العربية !
لاشك أن الملك القدير الراحل «عبد الله» قد انتبه لذلك وعمل علي تحجيم التدخلات القطرية وخاصة تجاه مصر وبوفاته عادت «ريما لعادتها القديمة» وبمزيد من التمادي.
————
Wardaelhusini@yahoo.com