الخميس , 28 مارس 2024

وردة الحسينى تكتب: “المسئولين” ما يعرفوش يكدبوا!

= 1977

Warda Hosainy

 

تحفة هندسية وقيمة تاريخية هكذا كان، أم الآن فمجرد قطع خردة ملقاه بالعراء، ينهشها الصدأ بجوار نهر النيل، والمفارقة أن النيل كان يوما شاهدا علي شبابه وروعته، والآن حاضرا علي إهماله وطي تاريخه..كما أنه لم يعاني فقط من قرار بعض المسئولين بإزالته من المكان الذي ولد فيه، وإنما أيضا من وعود وتصريحات كثيرة كاذبة حول عودته من جديد.

هذا حال كوبري أبو العلا، والذي ربط لسنوات طويلة حي الزمالك وحي بولاق أبو العلا الشعبي، حيث يوجد ضريح ومسجد  الشيخ أبو العلا، أحد المزارات الدينية والتاريخية بالمنطقه، وإنحاز الكوبري لهذا المكان فإكتسب إسمه وليس إسم الحي الراقي بالضفة الأخري للنيل.

وقد تم إفتتاح الكوبري عام ١٩١٢بعهد الخديو عباس حلمي، وكان المسئول عن بنائه المهندس الفرنسي «إيڤل»، والذي قام ايضا ببناء برج»إيڤل» أشهرمعالم فرنسا، وتم تفكيك كوبري ابو العلا عام ١٩٩٨ بتكلفة قدرت بأربعة ملايين جنيه آنذاك!

وكعادة البعض  ممن يعطي الشرعية لقرارات الهدم، قيل وقتها أن»إيڤل» لا علاقة له بالكوبري، وحتي إذا كان ذلك صحيحا فهل سينقص  هذا الأمر من أنه تاريخ بحد ذاته!
كما قيل أنه سيعاد تركيبه مرة ثانية ليكون مزارا سياحيا ومرسما للفنانين..وتم بالفعل تخصيص مكان له، بجوارمركز التجارة العالمي علي كورنيش النيل، وظل هذا  المكان لسنوات مغطي ب «الصاج»، مقتطعا جزءا من كورنيش النيل بدعوي أنها منطقه عمل، ولم يدري أحد ماذا كان يتم بداخله وماذا تكلف ذلك!وبعد ثورة يناير تم إزالة هذا» الصاج»وبذلك أعلن عن إنتهاء المشروع المزعوم.

مقتنيات واماكن عديدة تخلينا عنها برغم أنها قد شهدت ميلاد وإقامة رموزنا التاريخية والفنية، مثل ڤيلا أم كلثوم، والتي كان من الممكن الإستفادة منها سياحيا وثقافيا.

وأبو العلا مثلهم راح ضحية الإهمال والتجاهل والتصريحات الوهميه، ولا أحد يدري هل عاني أبو العلا فقط  طوال ١٨عاما الماضية من الصدأ فقط أم من أشياء أخري، كالسرقة مثلا!

أخيرا..علي من يحن لرؤية هذه  القيمة إما الذهاب لكوبري الساحل، حيث سيحزن كثيرا، أو يشاهد بعض الأفلام القديمه، « القلب له أحكام» و»جريمة في الحي الهاديء»، وهنا ستنتابه الحسرة والندم.

—————–
Wardaelhusini@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6281 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.