بقلم / عادل عبدالستار العيلة
كثيراً من المشكلات الزوجية تحدث بسبب راتب الزوجة فهناك من الازواج من يؤمن أن راتب الزوجه هو حق اصيل له ، لذلك ينصح العلاج الزواجى بأن يتم وضع رؤية مُسبقه وإتفاق مُسبق للأمور المالية بين الزوج والزوجة ( نتحدث عن ما إذا للزوجة راتب أو دخل مادى خاص بها )
على الزوجة أن تحرص على أن يكون هذا الامر واضحا لها ولزوجها منذ اللحظة الاولى ، والافضل أن يكون هذا فى فترة الخطوبة وتأكد عليه أكثر من مره حتى لا تحدث خلافات فى المستقبل …فهى تخبره بأنها ستساعده او انها لن تساعده حتى تنشأ العلاقة الزوجية من البداية على مبدأ معروف للطرفين، فربما أوقعها القدر فى زوج ينتمى الى الشخصية الاعتمادية او الشخصيه الانتهازية فيستنزفها دون إرادتها ، لذلك إيضاح هذا الامر من البداية سيكون افضل ، وعلى الزوج أن يعلم أن للمراه ذمة ماليه مستقله ، وليس عليها اى التزامات ماليه داخل البيت ، فالمسئوليه كامله عليه هو ، واذا قامت الزوجه بالمساعدة فعليه أن يشكرها على هذا ، ويُقدر لها هذا الامر ، ولا يعتبره فى يوم من الايام حق مكتسب له ، او فرض عين عليها ، وأعلم ايها الزوج إنه حين تشعر الزوجه بأنك لا تنظر الى راتبها فإن هذا يزيد أحترامها لك وتقديرها لك وحبها ايضا لك، حينها ستشعر وتتأكد أنها تزوجت من رجل وليس ذكر فقط ، واعلم ايضا انك حين تتعفف عن راتبها واموالها ستاتى هى من نفسها وتساعدك وتشاركك .
وانت ايتها الزوجة الكريمة أعلمى بان الحياة الزوجية إنما هى مشاركة وتعاون ، فإن وجدتى زوجك بالفعل يحتاج الى جزء من راتبك فلا مانع أن تقفى بجواره فهو سيقدر لك هذا ولكن هذا حين تشعرى أن الزوج رجل وليس ذكر( فالرجوله نبل وفعال عليه إنما الذكورة تكوينات خلقية قد تحملها نفوس دنيه ) حين تشعرى وتتأكدى بأنه بالفعل قام بما يجب أن يقوم به وأجتهد فى عمله او البحث عن عمل ومصدر رزق ،حين تشعرى إنه بالفعل يتعفف عن راتبك ومالك ، ولكن اذا شعرتى إنه يستغلك او إنه ينتمى الى الشخصية الاعتمادية هنا يجب أن تفكري مرتين قبل أن تساعديه ، وهذه ليست دعوة للتمرد على الزوج أو عصيانه ولكن نحن نؤمن بأنه لا يصح الا الصحيح ، فلقد رأينا بأنفسنا زوج يذهب الى عمله فى الصباح وراتبه ضعيف ، ورغم ذلك يعود من عمله يجلس فى البيت دون أن يهتم بأن يبحث عن عمل أخر يُزيد به دخله ، لذلك أضطرت الزوجه أن تبحث هى لنفسها عن عمل إضافى ، وبدأت بالفعل من عام 2012 والى الان2024 وهى تعمل فى الصباح فى المستشفى الحكومى ، وتعود للبيت فى الثانية ظهراً ، ثم تعود مرة أخرى لتعمل فى المساء بدأت فى عيادة طبيب فلم يكفى راتبها فذهبت للعمل بمستشفى خاص ( شفت سهر ) فكبر أولادها وزادت مصريفهم فذهبت لتعمل جليسة لمريضه مُسنه من السابعه مساء الى السابعه صباحاً ، كل هذا وزوجها لا يتحرك رغم إنه بكامل صحته وسنه لم يتعدي ال 45 عام ، لدينا من الامثلة هذه كثير ولكن ذكر مثال واحد كافى لتوضيح ما نريد أن نُشير إليه .
لذلك يجب أن نضع النقاط فوق الحروف من اللحظة الاولى ، ثم إذا رأت الزوجه كما ذكرنا أن زوجها رجلً يستحق الوقوف جانبه فأنا أدعوك ألا تترددى فى الوقوف جانبه ، أما أذا استشعرتى إنه مجرد ذكر ويريد أن يستغلك حتى لو عن طريق الابتزاز العاطفى فأرفضى … وأقولها لك وبصوت مرتفع لا تعطيه شيئ ..لا تعطيه شيئ . لانه اليوم ربما سيقول لك شكراً ويتودد اليك ، ولكن مع الوقت سيعتبر هذا فرض عليك ولن يقول لك حتى كلمة شكراً .
أكرر هذه ليست دعوة للعصيان أو التمرد ولكن هى دعوة للتوازن ، فالزوج الذى يستحق فلن نلومك حتى لو أعطيتيه عضو من أعضائك ، أما إذا كان لا يستحق فنحن هنا لننبهك .
حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
—————————————————
كاتب صحفي .. جريدة حياتى اليوم