الثلاثاء , 2 ديسمبر 2025

هل يحبك حقا؟ … الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والوهم

= 1643

بقلم: شاهندا البحراوي

في حياة كل امرأة لحظة صامتة تقف فيها أمام مرآتها، لا لتصلح شعرها ولا لتتأكد من مظهرها… بل لتسأل سؤالا أعمق وأصعب:
“هو فعلا بيحبني؟”
سؤال يبدو بسيطا… لكنه يحمل خلفه تاريخا من التجارب، والكسور، والمخاوف، واللحظات التي جعلتنا نعيد التفكير في معنى الحب ذاته.
وفي زمن أصبحت فيه العلاقات أسرع من قدرتنا على الفهم، وأعمق من قدرتنا على التجاهل، صار من الضروري أن نرجع للجوهر… للعلامات اللي تبان من غير ما نتكلم… وللحقيقة اللي بنهرب منها أحيانا.

ومن هنا يبدأ السؤال .

إزاي أعرف إنه بيحبني؟

سؤال بنسأله لغيرنا دايما، لكن لما نيجي نسأله لنفسنا بنقف محتارين. مع الآخرين نكون حكماء وعقلانيين، ومع نفسنا نتحول — كما وصف محمد هنيدي ساخرا — من “ديك رومي” إلى “بطة بلدي” أمام شخص واحد فقط.

الواقع إن الحب مش لغز… لكنه محتاج جرأة إننا نبص جوا نفسنا قبل ما ندور على علامات برا.

تعالي نمشيها خطوة خطوة:

1) كوني على طبيعتك… أول علامة للحب الحقيقي

هل تقدري تكوني نفسك الحقيقية قدامه؟
ولا بتجهزي نسخة محسنة من شخصيتك عشان “تكسبي”؟

اللي بيحبك مش بيحب النسخة اللي بتظهري بيها…
بيحب روحك.
ضحكتك العفوية.
طريقتك في الكلام.
وتفاصيلك الصغيرة اللي ملهاش نسخة تانية.

الأقنعة بتقع أول اختبار… والطبيعية هي اللي بتفضل.

2) أظهري عيوبك… واشتغلي عليها

ظهور العيوب مش معناه إنك تستسلمي وتسيبي نفسك.
ولا إنك تقولي “اللي يحبني يحبني كده”.
الحب الحقيقي مساحة إنك تتغيري للأحسن… حتى لو بنسبة 25% في البداية.

إحنا مش بندور على الشخص المناسب…
إحنا بنخلق نسخة ناضجة من نفسنا جوه العلاقة.

3) التدعيم النفسي… العلامة اللي لا يمكن تزيفها

الشخص اللي بيحبك…
مش هيسيطر عليك.
مش هيصدر أوامر.
ومش هيسحب منك ثقتك بنفسك.

الحب مش امتلاك.
الحب دعم… إسناد… كلمة بتقوي مش بتكسر.

هو موجود علشان يزودك طاقة مش يسحبها منك.
ومهما كانت الدنيا صعبة، وجوده بيخليكي أقوى… مش أضعف.

4) الاهتمام… التفاصيل اللي بتعيش في الذاكرة سنين

الاهتمام الحقيقي مش مكالمات 24 ساعة، ولا تواجد دائم ملهوش معنى.
الاهتمام الحقيقي:

موقف وقت احتياجك.

سؤال بسيط فاكر تفاصيل قلتيها من شهور.

كلمة بتطمن قلبك في يوم صعب.

الحاجات الصغيرة… هي اللي بتصنع علاقة كبيرة.

5) فرقي بين: حب حقيقي… حب وقتي… حب امتلاك

عشان ما نرميش أخطائنا على “الحظ” و“النصيب”، لازم نفهم الفرق:

الحب الحقيقي:
نضج، احترام، دعم، ومسؤولية مشتركة.

الحب الوقتي:
إنفعال لحظي… يطفي أول ما الظروف تتغير.

حب الامتلاك:
سيطرة، غيرة زيادة، ومحاولات لإضعافك… مش لحبك.

التمييز بين الثلاثة بيحمي قلبك… قبل ما يحمي علاقتك.
الحب عمره ما كان سؤالا نوجهه لأي حد…
الحب سؤال إجابته جوا روحك.

لو الشخص اللي قدامك بيخليكي أهدى…
أصدق…
أقوى…
أقرب لنفسك…
لو وجوده بيضيف لك مش بيستهلكك…
لو بتحسي معاه إنك مكشوفة وواثقة في نفس الوقت…

ساعتها بس تقدري تقولي:
“أيوة… هو فعلا بيحبني.”

الحب مش كلمة…
الحب فعل، واستمرار، ومكان آمن…
ولو ملاقتيهوش برا، ابدأي تبني الأساس جوا نفسك لأنها ساعتها اول حاجة محتاجة للبناء .

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: حين يتغيّر شكل الواقع

عدد المشاهدات = 6642   هي امرأة لافتة بحضورها؛ رقيقة القلب، جميلة في حديثها وتعاملها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.