الجمعة , 27 يونيو 2025

نيرة الإمام تكتب: ليس بعدك حياة

= 1697

 

عندما علمت بعوده أبى لمنزلنا أسرعت لألقى نفسى بين أحضانه وكدت من شوقى أن أطير
وجدته محمولا على الأعناق فتراجعت وإلتزمت الصمت يظنون أنى لا أعى شيئا لسنى الصغير

آلا يعلمون أن الطفل يشعر أكثر منهم ويتنهد بداخله الآه
عندما يرى أبيه يدخل بيته جثه وروحه أصبحت فى زمه الله

وحينما نطق لسانى مع طفل مثلى لماذا أبى أنا من رحل وأبيك مازال موجود
ظنوا أنى أمزح معه ولكنى تأخذنى الدهشه مازلت لا أعى شيئا عن الحياه والموت

كل ما أفهمه كطفل أنى فقدت أبى للأبد وحتما سنواصل بعده حياتنا
يظنون أننى لا أدرك مدى المآساه اللتى حلت ببيتنا وأرواحنا

يتألمون أمامى ويبكون وأخرين يقومون بالتحضير لمراسم الجنازه والدفن
أعى بداخلى كل شئ وأراقب وأخبئ حزنى وفهمى أنى سأحيا بدون أب

ومرت أعوام وسنين أشتاق كل ما يملكه من حنان وقوه لا أحد يستطيع ملئ مكانه
أشتاق ضعفه أمامى رغم نفوذه أشتاق أنفاسه وضحكاته فتغير الزمان ليس كزمانه

وحينما فرض الواقع كلمته وجدت نفسى وحيدا ورأيت الدنيا على حقيقتها
تحاربنى وتنتهك أحلامى وتبقى مع غيرى على طبيعتها

إشتقت وبكيت وأيقنت أنها تفعل ذلك بى دون غيرى
لأنى أحيا بدون والدى سندى وروحى وقره عينى

تذكرت كلمه لأمى عندما رأت دمعه بعينى حينها وأنينها لا يسعه الكون
تحذرنى من زياده دموعى وحزنى بعد ذلك بدونه وتحثنى إما أن أكون أولا أكون

وتنصحنى هى الاخرى أنها ليست باقيه لى طول العمر
ولكن الباقى هو عملهم وعملى وبدونهم يبقى لى الرب

شاهد أيضاً

سهير عمارة - كاتبة 023

“مسرح الحياة: حين ينتصر الزيف وتُغتال الحقيقة” بقلم: د. سهير حسين عمارة

عدد المشاهدات = 6698 الحياة ليست سوى مسرح كبير، تتعدد عليه المشاهد، وتتشابك فيه الأدوار، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.