حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم: عزة الفشني
تأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول نية اقتحام واحتلال قطاع غزة في سياق متغيرات إقليمية ودولية دقيقة مما أثار موجة من التوترات والتحركات العسكرية في المنطقة.. وفي ظل هذه التطورات قامت مصر بتحريك وحشد قواتها على حدود رفح وهي الخطوة التي تعكس مدى حساسية الوضع الحالي وأهمية تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة.. إن هذا التحرك يأتي في إطار سعي مصر الدائم لحماية أمنها القومي والسيطرة على الحدود في ظل المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن أي تصعيد عسكري في المنطقة.
فى رأيى أن نتينياهو من الصعب أن يتراجع عن قرار إحتلال غزة لأن الحرب إذا توقفت سيحاسب وتتم محاكمته بسبب الكوارث الداخلية والفساد المتورط فيه
إلى جانب رفض الأغلبية لسياسته في حرب غزة.. علاوة على التحقيقات التى تنتظره بسبب الإنجازات الفاشلة التي قدمها للشعب من خسارة مادية وعسكرية فهو ليس أمامه حل سوى الإستمرار في الحرب محاولاً اقتناص أية فرصة للانتصار سواء تهجير القطاع او نزع سلاح المقاومة حتى إذا كلفه ذلك أن يحرق المنطقة بالكامل ويفتح أكثر من جبهة حرب ومن بينها مصر من اجل الحفاظ على بقائه فوق رأس السلطة
أما عن اليمين المتطرف فى إسرائيل لن يوقف الحرب لأن هدفهم ليس الرهائن و لا القضاء على حماس كما يروج له
هدفهم الأسمى هو تصفية القضية والتهجير
وتلك الحرب مستمرة حتى الآن لذلك الهدف
حتى لو ألقت حماس سلاحها لن يوقف الكيان الصهيوني الحرب
ستستمر هذه الحرب حتى يطلب أهالي غزة بأنفسهم الرحيل
ولولا موقف مصر الرافض لتلك المخططات الصهيونية كانت إسرائيل نفذت ذلك المخطط منذ زمن طويل
ومن ينكر ذلك عليه أن يراجع التاريخ مواقف مصر المشرفة تجاه القضية الفلسطينية وكيف كانت حريصة على أمن واستقرار الحدود مع قطاع غزة وسعت دائماً إلى الحفاظ على التوازن بين تأمين حدودها وضمان عدم تأثر العلاقات الإقليمية بالتوترات الأمنية.. فكل التحية للقيادة المصرية الحكيمة
وفي هذا السياق يعتبر حشد القوات المصرية على حدود رفح إجراءاً وقائياً يهدف إلى التعامل مع أي تداعيات محتملة لتصريحات نتنياهو وتنفيذ أي خطط إسرائيلية قد تؤثر على الأمن الإقليمي.
إن الوضع في قطاع غزة يظل معقداً حيث تتداخل فيه العوامل السياسية والأمنية والإنسانية وتؤثر فيه التحركات الإسرائيلية بشكل مباشر على حياة المدنيين في القطاع. وفي ظل هذه الظروف تبرز أهمية الدور المصري في محاولة احتواء التصعيد وضمان إستقرار المنطقة الحدودية.
وفي الوقت نفسه تظل مصر ملتزمة بمواقفها الثابتة بشأن ضرورة التهدئة وتجنب التصعيد العسكري في المنطقة مع التأكيد على أهمية حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل ما دفع إسرائيل إلى عرض مقترح إسناد إدارة غزة لمصر.
– أهداف المقترح الإسرائيلي المقدم لمصر
الهدف وراء عرض إسرائيل لمصر إدارة قطاع غزة حسب تصريحات زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هو إيجاد حل لما بعد الحرب في غزة.. يتضمن المقترح أن تتولى مصر مسؤولية إدارة قطاع غزة لمدة 8 سنوات مع إمكانية التمديد إلى 15 سنة مقابل إلغاء الديون الخارجية المصرية البالغة 155 مليار دولار.
وما كان من مصر إلا أن رفضت مقترح إسرائيل مؤكدة أن الفلسطينيين هم من سيديرون غزة.
مشددة على ضرورة إعمار غزة دون تهجير أهلها
فهل كان هدف إسرائيل بهذا العرض إلقاء طعم لمصر؟
من الصعب الجزم بشكل قاطع بالهدف الحقيقي وراء عرض إسرائيل على مصر إدارة قطاع غزة. لكن يمكن تحليل بعض النقاط حول هذا العرض:
عرض إلغاء الديون الخارجية المصرية البالغة 155 مليار دولار مقابل إدارة غزة قد يعتبر مقايضة غير متكافئة من وجهة نظر مصر خاصةً مع حساسية الوضع السياسي والأمني في غزة
كما يعني تحمل مسؤوليات أمنية وإنسانية كبيرة على مصر في ظل التوترات الحالية.
ما دفع مصر إلى الرفض بشكل قاطع أي تهجير للفلسطينيين من غزة إلى سيناء مؤكدة على أهمية حل القضية الفلسطينية بما يحفظ حقوق الفلسطينيين.
مصر لديها موقف ثابت بشأن القضية الفلسطينية ورفضها لأي تهجير أو إدارة خارجية لغزة دون موافقة الفلسطينيين.
بناءً على هذه الاعتبارات فإن حشد الجيش المصري لقواته على حدود رفح يمثل إستجابة احترازية لتطورات الوضع في غزة ويعكس إلتزام مصر بضمان أمنها القومي في ظل التحديات الإقليمية الراهنة وتقليل المخاطر المحتملة على أمنها نتيجة أي تصعيد في المنطقة.
تظهر هذه الخطوة حرص مصر على الحفاظ على السيادة الحدودية على طول الحدود مع قطاع غزة.
– تصريحات نتنياهو حول إحتلال غزة وردود الفعل
تصريح نتنياهو بخطط لاحتلال قطاع غزة أثار قلقاً دولياً وإقليمياً. وواجهت خطته معارضة من بعض كبار الضباط العسكريين الإسرائيليين الذين عبروا عن مخاوفهم بشأن التداعيات الإنسانية والأمنية لمثل هذه الخطوة
كما أبدت عدة دول ومنظمات دولية قلقها من تصريحات نتنياهو واحتمال تصعيد العنف في المنطقة.
– التأثيرات المحتملة على المنطقة
قد يؤدي التوتر المتزايد بين إسرائيل وقطاع غزة إلى تصعيد أمني يؤثر على المدنيين في المنطقة.
كما حذر كثيرون من تأثيرات إنسانية كارثية في حال حدوث عمليات عسكرية واسعة في قطاع غزة المكتظ بالسكان
مما يزيد من المخاطر على المدنيين الفلسطينيين
ويسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بسبب الحصار والقيود على حركة البضائع والأشخاص.
ومما لاشك فيه قد تؤثر التوترات في غزة على العلاقات بين مصر وإسرائيل خاصةً فيما يتعلق بالتعاون الأمني والحدودي
فى ذات السياق تحرص مصر على تأمين حدودها مع غزة من خلال إجراءات أمنية مشددة وحشد الجيش المصري لقواته على حدود رفح يأتي بعد التصريحات الإسرائيلية عن احتلال غزة ويعكس حرص مصر على تأمين حدودها والتعامل مع المخاطر المحتملة.. الوضع في المنطقة حساس ويتطلب متابعة دقيقة لتطورات الأحداث.
– موقف مصر من احتلال غزة
– رفض التهجير القسري: تعبر مصر عن قلقها البالغ من أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وترى في ذلك تهديداً لأمنها القومي.
– تأمين الحدود: تحشد مصر قواتها على حدود رفح لضمان أمنها القومي والسيطرة على الحدود.
– الضغط على إسرائيل: حذرت مصر إسرائيل من تداعيات استمرار سيطرتها على معبر رفح وشددت على ضرورة فتح موانئها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
فى الأخير:
الوضع في غزة حساس للغاية يتطلب متابعة دقيقة لتطورات الأحداث.. موقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي إحتلال أو تهجير قسري للفلسطينيين يعكس أهمية الاستقرار الإقليمي.
من المؤكد أن موقف مصر حيال إحتلال إسرائيل لغزة يعكس حرصها الشديد على أمنها القومي ورفضها لأي تصعيد عسكري في المنطقة.. وفي ظل التوترات الحالية تتخذ مصر إجراءات لتأمين حدودها مع غزة.
ويبقى الحفاظ على التوازن والإستقرار في المنطقة أمرا حيوياً حيث يتطلب الوضع مراقبة دقيقة و مستمرة لأي تطورات جديدة.
بشكل عام يظل الموقف المصري ثابتاً في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي احتلال أو تهجير قسري للفلسطينيين.
